سجلت منطقة عسير العديد من التجارب الناجحة في الحفاظ على العمران الجبلي وتطويره، باعتباره طبيعة عاصمتها الإدارية أبها وبعض المحافظات. وفي الوقت الذي أنجزت فيه أمانة منطقة عسير تجارب مهمة في هذا المجال، تشترك مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني حالياً في تنفيذ دراسات وتصاميم تشمل مدينة أبها وعدة محافظات في ذات النطاق، حيث سيكون «ملتقى العمران الجبلي» المقرر يومي 28 و29 ذو الحجة الجاري بمسرح أمانة المنطقة مناسبة مهمة لعرضها وتقييمها إيجاد أفضل السبل لتحقيقها. تجارب نوعية أوضح أمين المنطقة صالح القاضي أن أمانة المنطقة كانت لها تجارب نوعية في مجال العمران الجبلي انطلقت بمشروع ممشى الضباب الذي يأتي كبصمة مميزة وثقل نوعي في القطاع السياحي. وأضاف: ارتأت الأمانة بعد تنفيذها لتطوير مشروع الواجهة البحرية للمنطقة (الحريضة)؛ أن تسلط الضوء أكثر على الأعمال التطويرية للمناطق الجبلية بمدينة أبها، لاسيما وأنها تعتبر جبلية من الطراز الأول، مما جعلها خصبة لهذه المشاريع التنموية الرائدة، فأقامت مشروع ممشى الضباب أو كما يحلو للبعض تسميته بكورنيش الضباب، الواقع في الجهة الجنوبية الغربية من المدينة، الذي يمتاز بإطلالة ساحرة على قطاع تهامة وعقبة ضلع، ويعد من أجمل المساحات المخصصة للرياضة والمشي، كاشفا في الوقت ذاته أن الأمانة طرحت عددا من مباني المشروع الخدمية والمواقع للاستثمار، وتسعى مستقبلاً لتشجيع أصحاب المباني المجاورين للمشروع لاستثمار مواقعهم بما يعود لهم بالربح واستدامة السياحة، ناهيك عن إقامة جهات حكومية وخاصة وخيرية عددا من المعارض والبازارات والفعاليات على هذا المشروع، من أجل الاستئناس بالأجواء الجميلة والموقع الأخاذ. مميزات المناطق الجبلية أكد مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير المهندس محمد العمرة أن فرع الهيئة استثمر مميزات المناطق الجبلية وأجرى دراسات لمشروعات سياحية تحترم الطبيعة المحيطة سواء باستخدام مواد ملائمة للبيئة أو تصميمات متناسقة مع المنطقة المحيطة. وأشار إلى مشروع تطوير متنزه «المحفار» بمحافظة تنومة التابعة لمنطقة عسير، الذي يأتي ضمن المشروعات التي درستها وصممتها الهيئة، مراعية تطوير شبكة الطرق القائمة باستخدام مواد ملائمة مثل الحجر وأوصت بعدم استخدام الإسفلت، وتنوعت المواد المستخدمة في العناصر المعمارية سواء الخشب أو الأحجار حسب المنطقة المحيطة لتكون نزلا بيئيا.
تطوير قرية رجال أشار القاضي إلى إسهام الأمانة في تطوير قرية «رجال» التراثية بمحافظة ألمع، التي باتت على وشك أن تكون ضمن مدن اليونيسكو العالمية في مجال التراث العمراني، فضلا عن دراسة ل60 قرية تراثية جبلية على مستوى منطقة عسير، تهدف إلى المحافظة على النسق العمراني الخاص بها، مضيفا: «لم تكتف الأمانة بهذا الحد، بل اختارت عددا من المفردات العمرانية القديمة وتم تطبيقها في الدراسات والمباني الحديثة، كاستخدام الرقف مثلا في مبنى الأمانة، والنهايات الطرفية للمباني الخدمية، بالإضافة إلى استخدام القط العسيري في عدد من المواقع كالساحة الشعبية وعدد من الحدائق والساحات البلدية».