وقعت مؤخرا حالة طلاق تُضَم إلى قائمة الحالات الغريبة التي يحدث فيها انفصال بين الأزواج لأسباب غريبة وغير معقولة، إذ كشفت مواطنة أن زوجها طلقها بسبب نسيانها وضع رأس الخروف على وجبة العشاء التي قدمها لعدد من الضيوف في منزله. في غضون ذلك، سرد مستشار في العلاقات والشؤون الأسرية والمجتمعية عددا من حالات الطلاق التي اطلع على تفاصيلها، وحملت بعض الأسباب الغريبة، مثل امرأة طلقت بسبب ارتدائها الخلخال، وأخرى لم يعجب زوجها بصوتها، وثالثة لأنها مشت قبل زوجها في أحد الأسواق. رأس ذبيحة يفرق بين زوجين تقول مواطنة -تحفظت على ذكر اسمها- ل«الوطن» إن علاقتها الزوجية انتهت قبل عام، عندما نسيت وضع رأس الذبيحة في وليمة كان أعدها زوجها السابق لعدد من زملائه. وما كان من الزوج إلا أن دخل عليها بعد مغادرة الضيوف، وهو غاضب جدا، ورمى عليها يمين الطلاق، واصفا أن ما تسببت فيه زوجته «فضيحة»، وأن نسيان رأس الخروف أوقعه في حرج شديد، كون هذه العادة تدخل في باب الكرم، وأن رأس الذبيحة هو أهم ما يقدم للضيف. وأضافت أن زوجها السابق حاول أن يعيدها إليه، لكنها رفضت، ذلك لأنه لم يعتذر عما بدر منه، بل إنه تزوج عليها. معاهد للزواج قال المأذون الشرعي حمود الشمري ل«لوطن»، إن الطلاق ارتفع بشكل ملحوظ لأسباب عدة، منها تدخل التكنولوجيا الحديثة، خصوصا الاتصالات في حياة الناس، وكذلك لأسباب تتعلق بالعادات والتقاليد. وأضاف، هذا الأمر يضعنا في منعطف خطير، فقد وصلت معدلات الطلاق إلى أرقام عالية جدا خلال العامين الماضيين، ويجب إنشاء معاهد تثقيفية للمقبلين على الزواج، كما يحدث حاليا في ماليزيا التي لا توافق على الزواج ما لم يحمل الزوجان «رخصة للزواج»، مشيرا إلى أنه من شأن هذه الرخصة أن تخول الزوجين لبدء حياة جديدة دون مشكلات أو تفرقة بينهما لأسباب غير منطقية. حالات أخرى قال المحلل النفسي ومستشار العلاقات والشؤون الأسرية والمجتمعية، الدكتور هاني الغامدي ل«الوطن»، إن غالب حالات الطلاق تتم خلال الأشهر الأولى من الارتباط، ومن المواقف التي وصلت إلي وتندرج ضمن أسباب الطلاق الغريبة وغير المعقولة، ما أقدم عليه رجل تجاه زوجته، حينما طلقها لأنها مشت أمامه في أحد الأسواق التجارية، إذ قام الزوج بتحذيرها بعد مشيها أمامه قائلا لها: «يجب أن تمشي خلفي»، إلا أنها لم تلتزم بذلك، ونسيت ما قيل لها، فما كان منه إلا أن طلقها. وأضاف الغامدي: «في حالة أخرى، طلقت امرأة وهي في شهر العسل، بسبب ارتدائها الخلخال، إذ سبق أن حذرها زوجها من ذلك، فلم تستجب لهذا الأمر، مما أدى إلى وقوع الطلاق». وتابع، «من الحالات الأخرى التي وصلت إلي أيضا طلاق امرأة من زوجها بسبب نبرة صوتها الهادئة التي لم تعجب الزوج، وعدّها مستفزة له، كما أن رجلا طلق زوجته عندما أمرها بألا تزور أهلها وألا تغادر المنزل، سواء بإذنه أو دون إذنه، فما كان منها إلا مخالفة هذا الأمر، فكان المصير انتهاء هذا الزواج». غياب مفهوم الحياة الزوجية أشار الغامدي إلى أن هناك انخفاضا في مستوى مفهوم الحياة الزوجية والأسرية عند البعض، وبالتالي أصبح ثمة تسطيح لمعنى الزواج، مما ينتج عنه صدور قرارات خاصة في بيت الزوجية تخرج من أحد الطرفين تجاه الآخر، أو خلال سلوكيات تتنافى تماما مع المفهوم الأساسي للمودة والرحمة. وبيّن أنه في هذه الحالة يغيب بين الأزواج التفاعل الصحي وعدم التفاهم بشكل صحيح، نظرا لتراكمات سابقة، أو عدم اهتمام كل طرف بالآخر، فيصدر قرار الطلاق، ويحدث هذا كثيرا بين الشباب المستجدين في الحياة الزوجية، ومعظمهم من غير الملمين بالمفهوم الأساسي للزواج، ومعناه الحقيقي والشرعي، وأيضا الإنساني. زيادة التثقيف ترى الأخصائية الاجتماعية لطيفة حميد، أن الطلاق بسبب العادات والتقاليد فيه جهل كبير ويعد خطأ فرديا، مبينة أنه ينبغي على الأسر أن تعلّم شبابها وبناتها، وتدعهم ينخرطون في برامج للتوعية والتثقيف النفسي والاجتماعي والديني، من شأنها أن تقي الزوجين في المستقبل من الوقوع في المشكلات العائلية. وأضافت، أن تدريب الأزواج على أساليب بناء حياة مشتركة، يحقق النجاح للحياة الأسرية، فهناك مجالات عدة لهذه الأساليب، فكلما كان الطرفان على إلمام بمفهوم الحياة الزوجية السعيدة، فإنه في الغالب يكون الزواج ناجحا ومثمرا.