بعدما هدأت المواجهات وبسطت قوات الأمن السعودية الأمن والاستقرار في حي المسورة بالعوامية، وبدأت مرحلة جديد من مشروع تطوير الحي، عكست أثار الرصاص المحفورة في جدران مباني المسورة مدى ضراوة وخطورة المواجهات التي خاضها رجال الأمن مع الإرهابيين المعارضين للتطوير، والتي أسفرت عن استشهاد 8 رجال أمن. حماس وفخر التقت «الوطن» خلال زيارة نظمتها وزارة الإعلاميين إلى بلدة العوامية بمجموعة من أبطال قوة الطوارئ المكلفين بتأمين حماية الأهالي والعمال المشاركين في مشروع تطوير حي المسورة، إذ تحدثوا بحماس وفخر وسعادة عن المهام الوطنية المكلفين بها، ودحرهم للإرهابيين، مؤكدين بذات الوقت استعدادهم للتضحية بأرواحهم في سبيل حفظ أمن وسلامة المواطنين والمقيمين. بطولات أمنية روى أبطال الأمن عديدا من القصص والمواقف التي حدثت لهم ولزملائهم في حي المسورة، مستذكرين بفخر سيرة زملائهم الذين استشهدوا وسالت دمائهم على تراب حي المسورة، ومنهم الشهيد الرقيب مهدي اليامي، الذي أصيب مرتين خلال أداء عمله وكان يعود في كل مرة للانضمام إلى زملائه بعد شفائه من الإصابة، حتى استشهد في عملية إرهابية غادرة الشهر قبل الماضي، وزميل آخر تحامل على إصابته بطلق ناري في مواجهة مع الإرهابيين ورفض نقله لتلقي العناية الصحية، وبقي لمساندة زملائه لأكثر من 3 ساعات، إضافة لعشرات القصص والمواقف التي سطرها رجال الأمن خلال المواجهات مع الإرهابيين التي لم يسعف وقت الزيارة لتوثيقها. عون ومساعدة أكد رجال الأمن المشاركين في حماية مشروع تطوير وتنمية حي المسورة، أن عملهم لا يقتصر على الجوانب الأمنية فقط بل يمتد إلى النواحي الإنسانية بمد يد العون والمساعد للأهالي في أي شأن من شؤون حياتهم، إضافة لمد الجسور مع المواطنين وخلق روابط وثيقة بين رجل الأمن والمواطن، وتصحيح الصورة الذهنية التي رسخها دعاة الفتنة والتطرف عن الحكومة ورجال الأمن. وأعرب رجال الأمن عن دهشتهم من كميات الأسلحة والمتفجرات التي عثروا عليها في أوكار الإرهابيين، إذ تمكنوا خلال عمليات التمشيط في حي المسورة من اكتشاف مخابئ وأنفاق سرية خزن فيها الإرهابيون أنواعا مختلفة من الأسلحة والمتفجرات بكميات كبيرة، إضافة إلى معامل لتصنيع القنابل والمتفجرات. هدم 488 منزلا أنهت أمانة المنطقة الشرقية أمس، هدم 488 منزلا تشكل كامل حي المسورة ببلدة العوامية، بعد ثلاثة أشهر من بدء أعمال الإزالة التي شهدت توقفا لعدة فترات بسبب العمليات الإرهابية، وذلك بالتزامن مع إعادة الكهرباء والخدمات البلدية لأحياء البلدة لتهيئتها لعودة الأهالي لمنازلهم بعد تمكن الجهات الأمنية من فرض الأمن بشكل كامل في البلدة. تهيئة البلدة أوضح مصدر ل«الوطن»، بأن فرقا ميدانية من شركة الكهرباء تفقدت خلال اليومين الماضيين المولدات الرئيسية في البلدة وتأكدت من أمان وجهوزية خدمات الكهرباء في جميع الأحياء تمهيدا لعودة الأهالي لمنازلهم بعد فرض الأمن بشكل كامل وانتهاء عملية الهدم والإزالة، مشيرا إلى أنه بالتزامن مع دخول فرق شركة الكهرباء بدأت الخدمات البلدية بالعودة لجميع الأحياء وبدء أعمال النظافة وتحديد الطرق والخدمات التي تحتاج لصيانة تمهيدا لتجهيزها بشكل كامل قبل عودة الأهالي. 3 أهداف أمنية أكد مصدر أمني ل«الوطن»، بأن الجهات الأمنية متواجدة بشكل طبيعي في البلدة لفرض الأمن وأن العمليات الأمنية تم الانتهاء منها بعد تحقيق 3 أهداف رئيسية تمثلت في إلقاء القبض على عدد من الإرهابيين، وقتل عدد آخر منهم بينهم مطلوبون خطيرون، والقضاء على تواجد الإرهابيين في البلدة وذلك عبر إنهاء جميع مظاهر تواجدهم في جميع الأحياء ما أدى لفرض الأمن بشكل كامل في جميع أحياء البلدة وتمكن جميع الجهات الأمنية والخدمية من ممارسة عملها بشكل طبيعي. انتهاء الهدم ذكرت أمانة المنطقة الشرقية في بيان لها، بأنه تم الانتهاء من أعمال الهدم وجار استكمال أعمال الإزالة لما تبقى من انقاض ليتم البدء بتنفيذ مشروع تطوير البلدة. وأشار المتحدث الرسمي بأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان، إلى أن المدة الزمنية المقترحة لتنفيذ مشروع التطوير ستكون سنتين، تبدأ بعد الانتهاء من كامل أعمال الهدم والإزالة، والتي تعتبر المرحلة الأولى للمشروع، لافتا إلى أن أمانة المنطقة الشرقية قامت خلال الفترة الماضية برفع وتيرة العمل في هدم المباني في حي المسورة، من خلال زيادة الآليات والمعدات، مشيرا إلى أنه تم هدم جميع المباني في الحي والبالغ عددها 488 منزلا. تهيئة الموقع أكد مدير العلاقات العامة ببلدية القطيف جعفر المسكين ل«الوطن»، أن 90 % من عملية الهدم تم الانتهاء منها وتبقى عملية الإزالة فقط وسيتم الانتهاء منه خلال الفترة القادمة وتهيئة الموقع البالغ مساحته 188 ألف متر مربع، وأضاف بأن جميع المستحقات المالية صرفت للمستفيدين وبلغت أكثر من 800 مليون ريال، لافتا إلى أن المرحلة الثانية سيتم فيها استثمار أجزاء من المواقع للصالح العام، وسيتم تهيئة الموقع كبنية تحتية وإضافة المسطحات الخضراء واستغلال العيون المائية والمناطق التراثية وإنشاء صالة رياضية للرجال وصالة للنساء. ماذا قدم رجال الأمن لأهالي المسورة * بسطوا الأمن وحموا الأهالي من تهديدات الإرهابيين * أوقفوا جرائم الخطف والاغتيالات * حدوا من جرائم السرقات وترويج المخدرات * أمنوا إخلاء السكان قبل بدء مشروع التطوير