بعد عدة أيام من العمل المكثف في أعمال هدم منازل حي المسورة بالعوامية، صاحبها تواجد أمني على مدار الساعة، ووفقا لتوجيهات القيادة ومتابعة سمو أمير الشرقية، ها هي المسورة تستعد لمرحلة جديدة، حيث ستبدأ أعمال البناء بعد الانتهاء من كافة أعمال الهدم؛ لرسم ملامح جديدة لمستقبل مشرق لينعم الحي بثمار التنمية، بعد أن حاول الإرهاب الأسود القضاء على كافة مظاهر الحياة لكن صلابة رجال الأمن فوتت هذه الفرصة عليهم. وكشفت أمانة الشرقية عن الانتهاء بالكامل من أعمال الهدم في حي المسورة، وذلك تمهيدا للبدء في أعمال الإزالة. وأوضح مدير عام إدارة العلاقات العامة والإعلام المتحدث الرسمي بأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان، في بيان صحافي، أنه تم الانتهاء من جميع أعمال الهدم في الحي، وذلك تمهيدا للبدء في عملية الإزالة، وذلك لتنفيذ مشروع التطوير في العوامية، حيث إن المدة الزمنية المقترحة لتنفيذ مشروع التطوير سنتان، تبدأ بعد الانتهاء من كامل أعمال الهدم والإزالة، والتي تعتبر المرحلة الأولى للمشروع. ولفت الى أن أمانة المنطقة الشرقية قامت خلال الفترة الماضية برفع وتيرة العمل في هدم المباني في حي المسورة، من خلال زيادة الآليات والمعدات، مشيرا الى أنه تم هدم جميع المباني في الحي والبالغ عددها 488 منزلا. شاحنات تنتظر دورها لرفع الأنقاض من جهة أخرى، أشاد عدد من أهالي محافظة القطيف بالجهود التي تبذلها الدولة في مشروع تطوير حي المسورة، مشيرين الى ان المشروع هو مشروع تنموي يهدف لتطوير المنطقة ودفعها تنمويا في المسار الصحيح. وذكر محافظ القطيف المكلف فلاح الخالدي، أن عودة الأهالي إلى المنازل قريبة، فالعملية تتطلب بعض الإجراءات الأمنية من أجل إزالة جميع الأخطار، لافتا الى ان الجماعة المسلحة مارست ارهابا على الجميع، وبالتالي فان تدخل الدولة كان ضروريا للقضاء على هذه الظاهرة غير الصحية، مؤكدا ان الحي تنفس الصعداء بعد سنوات من الارهاب وسيطرة السلاح على البلدة، معتبرا ان البادرة التي أطلقتها الدولة بتأجير شقق لأهالي العوامية أمر يدل على حرص الدولة على تأمين الحياة الكريمة للمواطن والحفاظ على الأرواح. وقال نائب رئيس المجلس البلدي سابقا نبيه البراهيم، إن مشروع حي المسورة يعد أحد أهم المشاريع التنموية بالمحافظة حيث تم وضع عدد من الرؤى والمقترحات الهامة للمرحلة الأولى للمشروع بعد انتهاء كافة أعمال الإزالة التي بدأت مؤخرا وفق الدراسات والمخططات التي وضعتها امانة الشرقية في تطوير وسط العوامية والتي لقيت ترحيبا كبيرا من أهالي العوامية بشكل خاص ومحافظة القطيف بشكل عام؛ لما له من انعكاسات ايجابية من الناحية التنموية والتطويرية. وقال المواطن محمد المسكين: خطوة الجهات الرسمية تنبع من قيامها بواجبها تجاه بناء وطن آمن ومستقر. مضيفا «إن هذا المشروع التنموي يهدف إلى توفير الخدمات الأساسية لقاطني العوامية، ونأمل التوفيق لأمانة الشرقية في تنفيذ المخطط على أجمل ما يكون». مقدما شكره لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية؛ على جهوده واهتمامه ورعايته لمصالح المواطنين في العوامية، وفِي غيرها من مناطق المنطقة، ونشكر محافظ القطيف؛ على جهوده ومتابعته المستمرة، وتذليل كل المعوقات التي تعترض مصالح المواطنين. وذكر رجل الأعمال شاكر آل نوح أن حي المسورة الآن أمام مرحلة مختلفة تماما عن المرحلة السابقة، مضيفا إن الوضع سيكون مختلفا تماما عن السابق، لافتا الى ان الخوف من التعرض للرصاص سيختفي تماما وسيحل مكانه الاستقرار والهدوء كما في السابق، مؤكدا ان الجماعة المسلحة ساهمت في إشاعة الفوضى والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة. وقال رجل الاعمال زكي الزاير إن الدولة أوجدت التنمية ببلدة العوامية وفي باقي مدن المملكة وقد أعطت محافظة القطيف ببلداتها ومنها العوامية الأولوية بهذا وهذا يعتبر عملا مشرفا لنا جميعا. مشيرا الى ان الدولة هي صمام الامان لجميع المواطنين على هذه الأرض ومصدر الأمان لنا بعد الله. العمل متواصل بكل جدية لإنجاز أعمال الهدم وأوضح رجل الاعمال الدكتور عبدالله السيهاتي ان الوقوف مع الارهاب أمر مرفوض وغير مقبول على الاطلاق، مبينا ان الدعوات الصادقة التي صدرت من مختلف الشرائح الاجتماعية لإلقاء السلاح وتسليم المطلوبين أنفسهم ذهبت ادراج الرياح، الأمر الذي استدعى استخدام المشرط لإزالة الورم الخبيث من جسد المجتمع. وأكد المواطن فتحي البنعلي أن التضحيات الجسام التي قدمتها الأجهزة الأمنية فرشت طريق الانتصار الحاسم على الجماعة الإرهابية التي اتخذت حي «المسورة» منطلقا لشن العمليات على الأجهزة الأمنية، الأمر الذي فرض على الدولة استخدام لغة القوة باعتبارها الطريقة التي يفهمها الإرهابيون بعد فشل جميع المحاولات لإعادة تلك الجماعة إلى جادة الصواب وترك طريق الضلال.