في وقت صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب من حدة لهجة تهديداته بشن حرب ضد كوريا الشمالية، بعد إعلان الأخيرة أنها تستعد لشن هجوم يستهدف جزيرة «جوام» الأميركية في المحيط الهادي بصواريخ باليستية، حذر مراقبون من أن إقدام الولاياتالمتحدة على هذه الخطوة، من شأنها إشعال حرب شاملة، خصوصا لو اعتقدت كوريا الشمالية أن الولاياتالمتحدة تعتزم الإطاحة بزعيمها، كيم جونج أون، من السلطة. وأوضح المراقبون أن تهديدات ترمب تزيد من مخاوف اندلاع حرب عالمية ثالثة، إذ تقف الصين في موقف صعب بين حليف قوي لبيونج يانج، ومعارض قوي كذلك للتجارب النووية التي يجريها الزعيم كيم يونج أون، مشيرين إلى أن ثقة ترمب في قدرة بكين على حل الأزمة التي ما زالت على الحياد حدّ منها إصابة العلاقات بين بكين والزعيم الحالي، كيم يونج أون بالركود منذ توليه في 2011، بسبب التجارب النووية التي تجريها بيونج بانج، وعارضها الرئيس الصيني، شي جين بينج. تلميحات سابقة حسب تقارير، فإن تهديدات ترمب بإشعال الحرب ضد كوريا الشمالية، ليست الأولى، فقد سبقها تلويح واشنطن أكثر من مرة بتوجيه ضربة لبيونج يانج، بسبب تجارب الأخيرة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات، مشيرة إلى تهديد ترمب الأخير يعد الأكثر خطورة، خصوصا أنه جاء بعد إعلان كوريا الشمالية شنّ هجوم يستهدف جزيرة «جوام» الأميركية في المحيط الهادي. وقالت التقارير، إن الزعيم الكوري الشمالي، المعروف بتهوره، ربما يضع جميع أنحاء منطقة شرق آسيا في خطر بالغ. لافتة إلى أن توجيه ضربة عسكرية مباشرة إلى كوريا الشمالية، سيكون من شأنه تغيير كبير في توازن القوى في منطقة متفجرة. أهداف رئيسية أشارت التقارير إلى أن الضربات الأميركية الأولى ستكون لها عدة أهداف رئيسية، منها تجريد كوريا من قدرتها على نشر صواريخ باليستية فعّالة عابرة للقارات، معتمدة على الوقود الصلب، وردع محاولات إعادة إنشاء البرنامج بعد الضربات. وتوقعت التقارير وقوع حرب تكسير عظام اقتصادية بين أميركا والصين حليفة كوريا الشمالية، وهو ما سيدخل العالم في أزمة مالية ضخمة، إذ تمثل الدولتان أضخم اقتصادين في العالم. الإخلال بالتوازن وفقا للتقارير، فإن هناك توازنا حقيقيا تم خلقه في المنطقة، إذ يتم تقاسم وتوزيع النفوذ في المنطقة بين الصين وأميركا وروسيا، حيث تحظى أميركا بدعم كوريا الجنوبيةواليابان، فيما تربط بكين وبيونج يانج اتفاقيات تجارية واسعة، في حين لا ترغب روسيا في زيادة النفوذ الأميركي في المنطقة، أو نشرها منظومة ثاد في شبه الجزيرة الكورية، حتى لا تشكل تهديدا على الأمن القومي الروسي. وقالت التقارير، إن الإعلان عن ضربة في هذا التوقيت سيشكل خللا كبيرا لذلك التوازن، وربما يدخل واشنطن في صراعات مع قوى كبرى، إذ حذرت مواقع روسية من أن خبراء عسكريين روس، تحدثوا بوضوح عن استعدادهم بقوة للرد على أي تهديد على أمن بلادهم القومي. موقف الشعب الكوري الجنوبي أشارت التقارير إلى أن الشعب الكوري الجنوبي ليس مستعدا بأي حال من الأحوال لحرب شاملة، تؤدي إلى موجة واسعة من الانقسامات في المجتمع الكوري الذي تربطه علاقات قرابة كبيرة مع عائلات متعددة في كوريا الشمالية، رغم العداوة الرسمية بين الجانبين. وفي السياق، ذكرت بعض وسائل الإعلام الغربية، أن شن حرب ضد كوريا الشمالية يعيد شبح «هيروشيما ونجازاكي» في اليابان، متسائلة عن قدرة الرئيس الأميركي ترمب على تحمل هذه المخاطرة، وما قد يتبعها من نتائج تؤثر على العالم؟. أهداف التحرك الأميركي حرمان كوريا الشمالية من نشر صواريخ عابرة للقارات ردع محاولات إعادة إنشاء البرنامج بعد الضربات تغيير موازين القوى في منطقة شرق آسيا