في الوقت الذي تسعى طهران إلى التغلغل داخل مؤسسات العراق الرسمية، عبر شرعنة الميليشيات الطائفية، أحدثت عملية انشقاق رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق، عمار الحكيم، عن زعامة تنظيمه السياسي المعروف بعلاقاته المتينة مع طهران، جدلا واسعا وسط الرأي العام العراقي، في خطوة تعد الأوسع من نوعها منذ تشكيل المجلس في إيران عام 1982. وكان الحكيم رئيس التحالف الوطني الذي يضم قوى سياسية شيعية، ويتولى رئاسة الحكومة الحالية بوصفه الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي، أعلن مساء أول أمس، تأسيس تياره السياسي بضم شخصيات شابة، وذلك نتيجة بروز خلافات مع قيادات المجلس الأعلى. صراع داخلي أكد الخبير الإستراتيجي عدنان الخفاجي ل«الوطن»، أن جميع النخب السياسية العاملة في الساحة العراقية تعاني صراعا داخليا، لقناعتها بأن أداءها طوال السنوات الماضية لم يحقق نتائج إيجابية فيما يتعلق بتعزيز النظام الديمقراطي، وتلبية حاجات الشعب العراقي، معربا عن اعتقاده بأن تيار عمار الحكيم الجديد ربما يُشكل لأغراض انتخابية، وليس من المستبعد أن تنضم جميع الأطراف إلى تحالف شيعي موسع، لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان. نبذ التدخل الإيراني قال المحلل السياسي شاكر العزاوي ل«الوطن»، إن القوى السياسية المرتبطة بالنظام الإيراني، توصلت إلى قناعة بأن السياسية الإيرانية لا تخدم مصالح الشعب العراقي، نتيجة رغبة طهران في توسيع نفوذها في المنطقة، ووقوفها وراء دعم ميليشيات مسلحة وطائفية، موضحا أن الأحداث في المنطقة ألقت بظلالها على العراق، وربما تحدث انشقاقات داخل القوى السياسية الشيعية الأخرى، لتباين المواقف حول دور إيران في التعاطي مع الأحداث الإقليمية والمحلية. اختراقات أمنية وجّه رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس، قيادة عمليات بغداد بإعداد تقرير مفصل عن عمليات قتلٍ وخطفٍ شهدتها العاصمة خلال الأيام القليلة الماضية. ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر مسؤول قوله، إن التقارير الأمنية التي وصلت إلى العبادي تعكس وجود تقصير في أداء بعض عناصر القوات الأمنية، وعدم جدوى الخطط التي وضعت لمنع عمليات القتل والخطف المتواصلة في العاصمة.