عد الدكتور مازن الحارثي أحد المداخلين في ندوة الأدب الشعبي بسوق عكاظ في آخر أيام الفعاليات الثقافية ندوة «الأدب الشعبي وثيقة تاريخية» تؤسس لحضور أدب العامة في ثقافتنا، حيث نجد له مكانة قوية نظرا لما يحويه من معرفة وتاريخ لأدب العامة، ووجه سؤالا للحضور عن الاسم الذي يمكن أن نطلقه على الأدب الشعبي «هل نسميه شعبيا أم نبطيا أم عاميا»؟ منطلقا ممن عدوا شعر أبي نواس وأبي العتاهية شعرا شعبيا فصيحا. النبطي يتقاطع مع الجاهلي قال الدكتور سعود الصاعدي حتى نتناول الأدب الشعبي في ذاكرة الإنسان والمكان معا وانعكاسهما عليه وعلى الثقافة الشعبية بشكل عام لابد من الدخول عبر ثلاثة مداخل، منها مفهوم الأدب الشعبي وفنون الأدب الشعبي وبروز الهامش المعرفي. وأشار إلى أن الأدب الشعبي هو كل مفهوم يتناول كل ما أنتجته ثقافة العامة في مقابل ما أنتجته الثقافة العالمية من الأدب بكل أنواعه وأجناسه، ولذلك يعد الأدب الشعبي وفقا لما سبق أدب العامة، مشيرا إلى أن الإعلام الشعبي هو الذي كرس وقصر الحديث حول الثقافة الشعبية بسبب شيوع الشعر العامي من جهة، وبسبب الذاكرة الشعرية للأمة العربية من جهة أخرى. وقال إن الشعر هو الذاكرة الأولى للإنسان العربي، سواء في ذلك الشعر الفصيح أو الشعبي، مشيرا إلى أثر المكان في الدور التاريخي للشعر والفضاء المشترك والرؤية الواحدة، ثم أصناف التوثيق، وأن الشعر الشعبي مرصد فلكي دقيق لحركة النجوم وأسمائها ومواقيتها المناخية والموسمية، مشيرا إلى أن الشاعر محمد عبدالله القاضي وراشد الخلاوي ممن اعتنوا بالتوثيق الفلكي، وأشار إلى أن الشعر النبطي يتقاطع كثيرا مع الشعر الجاهلي في صوره وجمالياته. التاريخ المدون شعريا لا يحتج به أشار الكاتب محمد ربيع الغامدي إلى أن التاريخ المدون شعريا ما هو إلا ضرب من تخييل التاريخ، ومن النادر أن يحتج به تاريخيا، لكنه يحمل في طياته الكثير من المفاتيح، أو الحلقات المفقودة، التي تكون شيئا بعد الوثائق وبعد التاريخ، وقال إنه لابد من التمييز بين المفردات التالية: الوثيقة – النص التاريخي – النص الأدبي بينما الوثيقة تتراوح بين مكتوبات الانتقال (الملكية – أو العصمة) وبين النقوش (الشواهد أو النصوص الصخرية) وبين المراسلات (الحكام والولاة والقادة إلخ) وعلّة الوثائق التزوير، فإن سلمت فقد برئت من كل عيب. واستعرض الكاتب محمد العرفج أهم القصائد التي توثق الأحداث، حيث تناول كل حقبة زمنية وثقت الشعر النبطي، وتناول أشهر شعراء كل حقبة، وأشارت الدكتورة هيفاء الجهني إلى دور الحكايات الشعبية في رصد تاريخ الأمم ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، لأن الحكاية هي ذاكرة الشعوب وأداة للتعبير عن الضمير الجمعي للمجتمع.