انتظر ملف الأنشطة الرياضية في مدارس البنات نحو 26 عاما لإقراره أول من أمس؛ حيث كانت البداية عام 1412 عندما اقترح وزير المعارف الأسبق محمد الرشيد -قبل توليه ملف الوزارة- إدخالها في مدارس البنات. في وقت تعد رياضة البنات المدرسية هي إحدى أثقل وأضخم ملفات التعليم على مدى عقدين ونصف العقد، لما أحدثته من جدل واعتراضات ومناقشات، واتهامات طالت المنادين بتطبيقه، تسللت الرياضة المدرسية إلى واقع وزارة التعليم بهدوء أول من أمس اعتبارا من العام المقبل، حينما أعلنتها الوزارة ببيان صحفي بعيدا عن المؤتمرات أو التصريحات الصحفية. تسلسل القرار بيان التعليم الصحفي لم يكن راويا لعطش المتسائلين على هذا الملف الكبير، والذي تعود بدايته إلى نحو 26 عاما، حينما اقترح وزير المعارف الأسبق محمد الرشيد «قبل توليه ملف الوزارة»، في مؤتمر للرئاسة العامة لتعليم البنات تحت عنوان «تعليم البنات بين الواقع والمأمول» في عام 1412، حينما نادى بضرورة إدخالها في مدارس البنات، فيما خرجت كلمة مسؤولي الرئاسة حينها برفض المقترح. وجرت السياسة الإعلامية لأي وزارة تعلن برنامجا أو مشروعا طال انتظاره، بإعلانه من خلال مؤتمر صحفي يحضره مندوبو وسائل الإعلام المختلفة، للحصول على إجابات لاستفهامات يرون أهمية إعلانها للمجتمع، فيما انتهجت الوزارة سياسة إعلان البرنامج من خلال بيان صحفي أول من أمس، أكد على عزم الوزارة تطبيق «برنامج الرياضة المدرسية للبنات» العام المقبل. 4 تساؤلات أوضح المتحدث الرسمي لوزارة التعليم مبارك العصيمي في تصريح إلى «الوطن»، أن هناك مباني مدرسية للبنات يمكن تنفيذ النشاط الرياضي فيها، مبينا أنه سيطبق النشاط الذي يمكن تطبيقه داخل المدرسة، ويتناسب مع طبيعة الطالبات، وإمكانات المدرسة، مشيرا إلى أن أمر تحديد المعلمات اللائي يتولين الإشراف على البرنامج من مهام اللجنة المكلفة بمتابعة التنفيذ، فهي من سينظر في الأمر، فيما اكتفى بالرد على تساؤل «الوطن» حول تطبيق منهج البنين الحالي على البنات بقوله: «لا». مواجهة المعوقات إلى ذلك حدد أعضاء في لجنة التعليم الأهلي بالغرف التجارية 3 معوقات قد تواجه تطبيق الحصص الرياضية بمدارس البنات تتعلق بتوفير الموارد البشرية، والتوافق على الزي الرياضي، وتجهيز المدارس وفقا لمنهج محدد. واعتبرت عضو اللجنة بغرفة الرياض نورة العمري، أن المدارس الأهلية سبقت المدارس الحكومية برياضة الطالبات، وتمكنت خلال سنوات من التجربة من التعامل مع المصاعب والمعوقات التي واجهتها في هذا الجانب، والتي كان أهمها توفير مدربات متخصصات وذوات خبرة، حيث استعانت المدارس الأهلية باستقدام مدربات متخصصات ليشرفن على حصص الرياضة، مشيرة إلى أن هناك عددا من المدربات السعوديات المتخصصات في مجال الرياضة، ولكنهن بالتأكيد لن يغطين الاحتياج، مقترحة بأن يتم توفير دبلومات متخصصة لتوفير متخصصات بشكل سريع لا يتجاوز العامين. تجهيزات مناسبة أوضحت العمري أن تجهيز الصالات الرياضية لا يعتبر بالمهمة الصعبة، ولكنه يحتاج لمنهج يعتمد عليه التجهيز ولو بدأت الرياضة بدون منهج فحاجة المدارس لتجهيز الصالات لا يحتاج سوى بعض الأجهزة والأدوات الرياضية المتناسبة مع الطالبات، مبينة أن تحديد زي محدد للرياضة سيكون من العوائق التي ستواجه المدارس من حيث القبول بتلك الملابس، وهل تكون بديلا عن الزي المدرسي، وتصميمها بشكل يتوافق مع الضوابط الشرعية. ويرى عضو لجنة التعليم بغرفة الشرقية الدكتور خالد الدعيلج أن احتياجات البنات تختلف عن احتياجات البنين بنوع التمارين الرياضية، ونوع المنهج، وتحديد احتياجات الصالات الرياضية يعتمد على نوع المنهج الذي ستسير عليه المدارس وطبيعة التمارين والرياضات التي سيتضمنها. جولة استطلاعية أكد مصدر مطلع في تعليم مكةالمكرمة ل«الوطن» أنه لم يرد إلى إدارات التعليم أي توضيح حول آلية تنفيذ قرار الوزارة، فيما يواجه قرار إدخال رياضة البنات لمدارس التعليم العام عددا من التحديات، بحسب رأي الشارع السعودي وفق جولة استطلاعية نفذتها «الوطن» أمس في أحد مولات مكةالمكرمة، وهي التخطيط والتنسيق لتأسيس قواعد الرياضة النسائية واستراتيجيات التطوير وفق «الضوابط الشرعية»، وتوفر البيئة المدرسة الآمنة والملائمة لممارسة الأنشطة الرياضية، والأساليب السليمة لممارسة رياضة البنات، وتوفير الكادر الوطني المؤهل لتنفيذ قرار ممارسة الرياضة، والوقت المقرر لممارسة الطالبات للرياضة أسبوعيا، وأنواع الرياضات المناسبة لكل فئة عمرية. تصاميم حديثة تبدأ وزارة التعليم قريبا في تنفيذ التصاميم الحديثة التي اعتمدت منذ نحو عدة أشهر لمدارس البنات، والتي تحتوي على صالات حديثة للألعاب ستمارس فيها الطالبات النشاط الرياضي اللاصفي في مدارسهن. وستقوم شركة تطوير للخدمات التعليمية بالإشراف على بناء هذه المشاريع وفق التصاميم التي اعتمدت مؤخرا، تلك المدارس التي تتوافق مع المعايير الدولية، وتحتوي على حدائق وأفنية مفتوحة وصالات ألعاب ومسارح داخل صالات متعددة الأغراض وفصول متخصصة ومختبرات ومكتبة. وأشارت مصادر مطلعة في وزارة التعليم إلى أن تصميم صالات الألعاب الرياضية للفتيات ليس عائقا، ولن تتعطل المشاريع بسبب هذا الأمر، مبينة أن الوزارة استعانت بمكاتب عالمية عبر شركة تطوير التعليم من أجل إنجاز التصاميم الحديثة للمدارس. إلى ذلك أكد مصدر مطلع بالوزارة أن تطبيق الأنشطة الرياضية للبنات سيسهم بدعم برنامج «رشاقة» الذي أطلقته وزارة التعليم، وسيقلل من معدلات السمنة لدى الطالبات بالخصوص في المدارس، وسيسهم في ارتفاع اللياقة الصحية في قطاع التعليم للبنات، إضافة إلى تغيير مفهوم المجتمع حول أهمية الرياضة في رفع المستوى الصحي في المجتمع. 1- توفير الكوادر البشرية المتخصصة 2- تجهيز المدارس وفقا لمنهج محدد 3- التوافق على الزي الرياضي