على الرغم من انتقاد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشدة للسياسات الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترمب قبل يومين من زيارة الأخير لبلادها لحضور فعاليات قمة مجموعة دول العشرين، يؤكد مراقبون أن الزيارة الثانية لترمب إلى أوروبا تعد فرصة تاريخية لإصلاح ما نشب من توتر بين العلاقات الأميركية الأوروبية خلال زيارته الأولى في الفترة الماضية. وأحدثت الزيارة التي أجراها ترمب إلى أوروبا قبل نحو شهر ونصف الشهر، حالة من التوتر والاستياء لدى قادة دول الاتحاد، وذلك بعد انتقاد ترمب لهم إزاء تقاعسهم عن دفع المتطلبات المالية لحلف الشمال الأطلسي «ناتو». وكان البيت الأبيض قد أصدر بيانا أول من أمس، قال فيه إن ترمب سيبرز التزامه مع حلف الناتو خلال خطابات سيلقيها مع مجموعة من الدول القريبة جغرافيا مع روسيا، قبل حضوره قمة مجموعة دول العشرين في مدينة هامبورج الألمانية. قضايا عالقة بحسب مراقبين، يحمل خطاب ترمب أهمية رمزية، وذلك نظرا لقرب بولندا جغرافيا من روسيا، وما يصاحبها من مخاوف إزاء طموحات موسكو التي تصاعدت بعد استحواذها على شبه جزيرة القرم في أوكرانيا عام 2014. وكان ترمب قد انتقد سياسة ألمانيا بسبب ممارستها التجارية، لترد ميركل بضرورة اعتماد أوروبا على نفسها في المجالات الأمنية، إلى جانب توقيعه على انسحاب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ التي أبرمت عام 2015. ويتوقع أن يجتمع ترمب للمرة الثانية مع الرئيس الصيني شي جين بينج لبحث مسألة الضغط الصيني لكبح جماح طموحات كوريا الشمالية النووية، إلى جانب لقائه الأول مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتصدر قضايا كل من سورية وأوكرانيا المحادثات الثنائية. الهيمنة العالمية كانت المستشارة الألمانية قد أكدت قبيل انعقاد قمة العشرين بيومين، أهمية وجود عالم متعدد الأقطاب يضم مراكز حيوية كثيرة وبأساليب تنمية مختلفة، مشيرة إلى أن الإدارة الأميركية الحالية لا ترى في العولمة عملية مربحة للجميع، بل تسفر عن رابحين وخاسرين، وهو تصريح اعتبره مراقبون دعوة صريحة لإدارة ترمب لتغيير سياساتها إزاء قضايا عدة. وفي وقت سابق، انتقدت ميركل بشكل غير مباشر خطوة مجلس الشيوخ الأميركي توسيع العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، مشيرة إلى عدم وجوب خلط الأمور السياسية بالمصالح الاقتصادية، وذلك بعد اعتقاد بعض دول أوروبا بأن الخطوة الأميركية تهدف إلى الاستحواذ على الشركات الأوروبية المنتجة للغاز، وتقويض النفوذ الروسي في القارة العجوز ما أمكن. أهم القضايا التزام واشنطن بدعم الناتو تمديد العقوبات ضد روسيا اتفاقية المناخ الضغط على بكين ضد كوريا الشمالية مكافحة الإرهاب ومسألة اللاجئين