على وقع التوتر الذي شهدته العلاقات التركية الألمانية مؤخرا، ورفض الأولى السماح لمسؤولين ألمان بزيارة قاعدة أنجرليك الجوية، برزت نوايا لدى بعض قادة حلف شمال الأطلسي «ناتو» بإمكانية الانضمام إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة لمحاربة الإرهاب، في وقت تصاعدت المخاوف لدى روسيا من أن خطوة الناتو تهدف إلى محاصرة روسيا وشن هجمات خاطفة ضدها. وكان رئيس اللجنة العسكرية للناتو بيتر بافل قد صرح عقب انتهاء اجتماع اللجنة على مستوى رؤساء هيئات الأركان في بروكسل البلجيكية، وجود تأييد لفكرة انضمام الناتو إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب في سورية والعراق، في وقت سبق وأن أعلن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبيرغ عن وجود معارضة بين غالبية الدول الأعضاء حول إشراك الأعضاء في التحالف، الأمر الذي يشير إلى وجود تباين في الآراء بين دول الحلف، لافتا إلى أن هذه المسألة ستناقش خلال قمة الناتو المرتقبة في ال25 من الشهر الجاري بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترمب. تعقيدات التدخل بحسب مراقبين، تسعى الإدارة الأميركية إلى تشكيل قوات محلية عربية وكردية، لهزيمة تنظيم داعش المتشدد في مدينة الرقة السورية التي تعد المعقل الأخير للتنظيم في البلاد، فيما يواجه التنظيم معارك خانقة ضده في الموصل العراقية، ولم يتبق له سوى نحو 10% من الأراضي التي يسيطر عليها، في وقت تعارض أنقرة مسألة مشاركة الأكراد في هذه العمليات، وتحفظت بشدة على الخطوة الأميركية الأخيرة بتسليح الفصائل الكردية. كما أن مسألة انضمام الناتو إلى التحالف الدولي، قد ينعكس سلبا على الدول الأعضاء، حيث يحذر مختصون من إمكانية شن التنظيم المتشدد هجمات مضادة بواسطة ما يسمى بالذئاب المنفردة المنتشرة عبر خلاياه في العالم، في وقت تعاني القارة العجوز من تصدعات داخلية بسبب تدفق نسب المهاجرين المرتفعة، والهجمات الإرهابية التي تضربها بين الفترة وأخرى، فضلا عن بروز الخطاب الشعبوي وصعود الأحزاب اليمينية المناهضة للانفتاح الخارجي. وكانت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل قد أعلنت خلال لقائها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مطلع الشهر الجاري، عن ضرورة التعامل بازدواجية مع روسيا، من خلال فتح طرق الحوار معها، واستعراض قدرات الناتو الدفاعية أمامها، لثنيها عن أي تحركات مضادة ضد دول أوروبا. وتتهم روسيا حلف الناتو بعدم القيام بمهمته في حفظ الأمن الأوروبي والتركيز دائما على القضايا الهامشية مع روسيا، فيما يتهم مراقبون موكسو بأنها تسعى إلى إنهاك الحلف تمهيدا لتفكيكه من خلال دعم الأحزاب اليمينية والتدخل في الانتخابات الأوروبية. توتر مع تركيا رفضت السلطات التركية مؤخرا زيارة برلمانيين ألمان إلى قاعدة إنجرليك الجوية في محافظة أضنة جنوبي البلاد، معللة بأن الزيارة غير ملائمة في المرحلة الراهنة، في وقت يوجد نحو 250 جنديا ألمانيا و6 طائرات استطلاع في القاعدة. وتمر العلاقات التركية الأوروبية بنوع من التوتر، بسبب وجود قضايا خلافية بين الجانبين، من ضمنها مسألة انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي، وتسليح الميليشيات الكردية، بالإضافة إلى الانتقادات إزاء حملات الاعتقال التي تجريها السلطات التركية ضد المشتبه بهم في الانقلاب الفاشل.