وصفت ورقة بعنوان «أبو العلاء والفقهاء» قدمها أستاذ الفقه بجامعة الملك خالد الدكتور عبدالرحمن الجرعي وأدارها الدكتور أحمد بن محمد الحميد، أبا العلاء المعري بالشيخ، داعيا إلى وجوب التحقق مما نسب إليه من كفر وزندقة وتأمل وقائع عصره. جاء ذلك في ندوة نظمها نادي أبها الأدبي، حول حياة وفكر المعري وعلاقته بالفقهاء. شخصية مثيرة للجدل تطرق الجرعي في ورقته إلى عدد من الجوانب المهمة في سيرة أبي العلاء وما تمتاز به شخصيته وعلاقته بمعاصريه وأبرز العلماء الذين كتبوا عنه. ودخوله إلى بغداد مرتين الأولى سنة 398 والثانية سنة 399 وإقامته بها سنة وسبعة أشهر ليعود بعدها إلى المعرة، ولزومه بيته ما يقارب 45 عاما. بعد أن رمي بالزندقة والكفر والجهل بعلوم الشريعة. تقلبات المعريتعرض الجرعي لأبرز الذين نسبوا لأبي العلاء الكفر والزندقة ومنهم: ابن عقيل، ابن الجوزي، الخطيب البغدادي، القاضي عياض، ياقوت الحموي، طه حسين، قولان لابن تيمية، ابن الوزير اليماني. ذاكرا الأطوار التي مر بها أبو العلاء وهي عدة مراحل: شك، ثم اضطراب، ثم استقرار، وكان ممجدا للعقل. موردا في ورقته بعض الأقوال من بعض العلماء كابن الوردي، ورثاء الأمير أبو الفتح الحسن بن عبدالله. وبعض المختارات من موروث المعري منها قوله: كفي دموعك للتفرق واطلبي دمعا يبارك مثل دمع الزاهد.. فبقطرة منه تبوخ جهنم. فيما يقال، حديث غير مشاهد. وشدد الجرعي على أنه عند الحكم على المعري لابد من مراعاة بعض الأمور منها: معرفة اضطراب عصره، وكثرة الفتن والقلاقل، والتحقق من إثبات ما نسب إليه، وفهم ما يرمي إليه المعري، فهو عميق في كثير من أبياته وعباراته، وكان مستقلا عن كل المذاهب والطوائف.