أكد أستاذ اللغويات بجامعة طيبة شكري سمارة تأرجح الشاعر أبو العلاء المعري، بين عمق الإيمان والكفر البواح، «لقيام أعدائه باستغلال فترة عزلته وبعد وفاته بدس أبيات مسيئة بين أشعاره في تعمد لتشويه مكانته الأدبية». وقدم سمارة، في محاضرة نظمها نادي المدينةالمنورة الأدبي أخيراً، أبا العلاء المعري بصفته شاعراً ومفكراً موسوعياً منفتحاً على مختلف العلوم وعلى ثقافات الآخرين. وقال: «لما يحمل شعر المعري من صبغة اجتماعية وفلسفية، وفيض من العواطف المتأججة فقد أخذت مؤلفاته تكتسب قيمتها كلما طال بها الزمن، حتى لقيت اهتمام الغربيين (المستشرقين)، فقد أوحت (رسالة الغفران) إلى دانتي شاعر إيطاليا لتأليف روايته (الإلهية) وتبنى الكثير من رجال الأدب الغربيين فلسفته الأدبية». ولم تلق ورقة سمارة قبولاً لدى الحضور، فبدأت سهام النقد والاعتراض من مدير اللقاء هاني فقيه، الذي انهال عليه بنصوص شعرية. وقال موجهاً حديثه للمحاضر رماه جماعة من العلماء بالزندقة والإلحاد، وذلك أمر ظاهر في كلامه وأشعاره، وأنه يرد على الرسل، ويعيب الشرائع، ويجحد البعث. ورد عليه المحاضر بأن أعداء المعري قطعوا أجزاءً من أشعاره ووظفوها في غير محلها للإساءة إليه. وفجّر أستاذ اللغة العربية بجامعة طيبة عبدالحق الهواس، مفاجأة أنكرها المحاضر وأكد أنه لم يسمع بها من قبلُ، عندما قال إن المعري مات منتحراً بالسم، «وهذه النهاية تدل على سخط المعري واضطرابه، وتقوي صحة ما نُقل عنه من القصائد الإباحية والشركية». وجاءت مداخلة المستشار في مركز بحوث دراسات المدينة عبدالباسط بدر متفقة مع سابقيه، إذ أكد أن المعري تأرجح بين الإيمان والكفر، وفسر ذلك لشخصية المعري القلقة.