طالبت مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما» البنوك العاملة في المملكة بإيقاف شراء الريال القطري، وذلك عقب قطع العلاقات بين البلدين، في وقت أوقفت عدة بنوك عربية التعامل بالريال القطري. ويأتي هذا الإجراء بعد قطع 8 دول خليجية وإسلامية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، فيما برزت محاولات لشركات استثمارية بيع سنداتها وإقبال عدد كبير من المواطنين والمقيمين على استبدال الريال القطري بالدولار الأميركي. وسجل الريال القطري هبوطا ملحوظا مقابل الدولار الأميركي أمس، وذلك بسبب المخاوف المتوقعة من انحدار القطاع الاقتصادي، بعد قطعت السعودية والإمارات علاقاتهما السياسة والتجارية مع الدوحة. وسجل تداول العقود الآجلة تدني قيمة الريال القطري، حيث بلغ سعر بيع الريال مقابل الدولار 3.6470 وهو أدنى مستوى له، في وقت أعلنت فيه بنوك إمارتية مؤخرا وقف تقديم التمويل إلى العملاء لشراء السندات القطرية، فيما أعلنت خمس بنوك مصرية امتناعها عن استخدام الريال القطري في تعاملاتها البنكية. تأثر المواسم الدينية نفى مدير محل الصرافة بالمدينة المنورة أحمد العلي، بتأثر السوق السعودي حول مسألة اختفاء الريال القطري، حيث أشار إلى أن أعداد المعتمرين والحجاج القادمين من دولة قطر لايتجاوز 13 ألف شخص، مبينا أن محال الصرافة أوقفت التعامل بالريال القطري تماشيا مع قرار مؤسسة النقد «ساما». وأوضح العلي أن الإقبال على بيع وشراء الريال القطري لم يشهد منذ زمن أي تقدم، بل يعد من التعاملات التي لا تسجل أرقاما قياسية لقلة عدد الزوار والمعتمرين والحجاج.
اعتماد كبير من جانبه، أشار المحلل الاقتصادي ناصر القرعاوي، إلى أن السعودية والإمارات تستحوذان على 65% من صادرات قطر، وتصدر السعودية المواد النفطية بنسبة 41% وما يقرب من 92% مواد غذائية، لافتا إلى أن الريال القطري من ضمن التعاملات البينية والفردية، يتعامل به سياح سعوديون بقطر، أو القطريون خلال مواسم العمرة والحج. ولفت القرعاوي إلى أن السندات الدولارية لقطر سجلت تراجعا كبيرا، حيث أظهرت المؤشرات هبوط المستوى لتلك السندات بواقع 0.9 سنت إلى 97.8 سنتا، مؤكدا أن قطر تعتمد على المملكة في شرائها لمواد البناء والمواد الغذائية، وسيكون تأثير قطع العلاقات جسيما في تدفق هذه المواد. وأوضح القرعاوي أن الريال القطري فقد الكثير من قيمته أمام العملات الأخرى، متوقعا تكبد قطر خسائر غير عادية وباهظة، لافتا إلى أن هذه القرارات من شأنها أن تحدث جرس إنذار للقيادة القطرية لتعديل سياساتها في المنطقة.
أزمة الغذاء تداول نشطاء عبر الشبكات الاجتماعية، صورا للبنوك القطرية وقد امتلأت بالمستفيدين الراغبين بتحويل الريال القطري إلى الدولار. وفيما بدأت السعودية وقف نقل سيارات البضائع إلى قطر، أظهرت بعض المقاطع التي تم تداولها، خلو أرفف المحلات التجارية الكبرى بدولة قطر من المواد الغذائية، وذلك بسبب الهلع الذي أصاب الأشخاص من إمكانية انقطاع المواد الغذائية بشكل كامل، فيما ارتفعت أسعار السلع والمواد الغذائية بشكل كبير مؤخرا.