بينما تبادلت كل من قوات سورية الديمقراطية والجيش التركي القصف المدفعي قرب ريف تل الأبيض في ريف الرقة أمس، سارعت أنقرة إلى تعزيز حشودها العسكرية على الشريط الحدودي المحاذي للمنطقة، وذلك استعدادا للتوغل في الأراضي السورية. وبحسب مراقبين، تكمن نقطة الخلاف بين الولاياتالمتحدةوتركيا حول مشاركة الأكراد في معركة الرقة، حيث سبق أن أعلنت الأخيرة رفضها التام لمشاركة أي فصيل كردي مسلح، نظرا لاعتبارهم جزءا من حزب العمال الكردستاني المحظور، فيما تعول الأولى على مشاركتهم في معركة تحرير الرقة من تنظيم داعش. وتواصلت عمليات القصف المتبادل أمس، بين الجيش التركي وميليشيا وحدات الحماية الكردية على الحدود التركية السورية، فيما أكدت وسائل إعلام محلية تعرض جنود أتراك كانوا متمركزين في منطقة أكشاكاليه بمحافظة شانلي أورفه التركية المتاخمة لسورية، لقصف بقذائف الهاون والبنادق الرشاشة من مناطق خاضعة لسيطرة وحدات الحماية الكردية، وهو ما دفع قوات الجيش التركي إلى الرد على مصدر النيران، وأسفر عن وقوع اشتباكات بين الطرفين. اشتباكات عنيفة يأتي ذلك، في وقت تواصلت الاشتباكات بين الطرفين منذ اليومين الماضيين، حيث أفادت بيانات للجيش التركي بوقوع قذائف هاون أُطلقت من مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، الخاضعة لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، فيما ردت المدفعية التركية المتمركزة في المناطق الحدودية، بقصف مواقع لقوات النظام السوري وميليشيات الوحدات الكردية، التي تعد الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي وفق قواعد الاشتباك. كما شنت مقاتلات الجيش التركي في الأيام الماضية، سلسلة غارات جوية على مقرات تابعة لفصائل كردية مسلحة في شمال شرق سورية، إلى جانب مواقع لحزب العمال الكردستاني في سنجار شمال العراق، فيما توقع خبراء، تصعيد العمليات التركية ضد أهداف ومواقع الفصائل الكردية المتمركزة على الحدود الجنوبية للبلاد، مشيرين إلى إمكانية شن الجيش التركي هجوما بريا ضد الميليشيا الكردية التي استولت مؤخرا على مناطق واسعة في الشمال السوري بحجة طرد تنظيم داعش المتشدد. رفض التقسيم كان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد صرح أمس، برفض بلاده لتقسيم سورية، مشددا على ضرورة فرض منطقة حظر جوي في البلاد لحماية المدنيين. وأشار إردوغان في كلمته أمام قمة المجلس الأطلسي للطاقة في إسطنبول، إلى أن بلاده لن تسمح بإقامة دولة في الشمال السوري تكون منطلقا للهجمات الإرهابية ضد بلاده، داعيا إلى التصدي لوحدات حماية الشعب الكردية ومنتقدا موقف الولاياتالمتحدة الداعم لها. وفي وقت لاحق أعلن الرئيس التركي أنه يعتزم أن يفتح مع نظيره الأميركي دونالد ترمب «صفحة جديدة» في العلاقات بين تركياوالولاياتالمتحدة التي يزورها منتصف مايو المقبل، مشيرا إلى أنه سيؤسس مع ترمب صفحة جديدة في العلاقات التركية الأميركية قبل أن ينتقد دعم واشنطن لفصائل كردية تقاتل متطرفين في شمال سورية. غارات روسية قتل ستة أشخاص وأصيب آخرون بجروح جراء غارات جوية يعتقد أنها روسية، استهدفت أحياء سكنية في مدينة سرمين وقرية خرب قيس بريف إدلب. كما أفاد ناشطون بأن طائرات حربية نفذت غارات عدة على قريتي الطيبة والكوم في ريف حمص، كما استهدفت قوات النظام حي القابون شرقي العاصمة دمشق بأكثر من عشرين صاروخ أرض أرض. وفي درعا جنوب البلاد قصفت كتائب المعارضة المربع الأمني والحواجز التابعة لقوات النظام بالقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ، ردا على قصف المدنيين في بلدة النعيمة بصواريخ الفيل والقصف المدفعي والصاروخي لقوات النظام على محيط المدينة.