أكد المبعوث الخاص لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الدكتور بيتر نيومان، انخراط عدد من الأوروبيين في التطرف عبر شبكة الإنترنت، كونها إحدى وسائل الدعاية التي تستخدمها المنظمات الإرهابية، إلا أن عمليات تجنيد الإرهابيين تحدث على أرض الواقع عبر أشخاص تعايشوا معهم لسنوات طويلة، مشيرا إلى أن معظم المتطرفين من النرويج مثلا لم يأتوا فقط من نفس المدينة، بل يسكنون نفس الشارع، حيث ترعرعوا معا، وقصدوا نفس المدرسة، يأتي ذلك فيما أشار مختصون إلى أن دور شبكة الإنترنت تغير حاليا، ففي العام 2014 تمت معظم عمليات التجنيد على موقعي Facebook وTwitter، ليتحول الإرهابيون حاليا إلى الجانب المظلم من الشبكة العنكبوتية، عبر استخدام خدمات الرسائل الخاصة، مثل Telegram وViber وWhatsApp، نظرا لأن تلك المنصات أكثر خصوصية وتخلق علاقة حميمية مع صغار السن. وخلال الدورة الافتتاحية لمنتدى الرياض لمكافحة التطرف، استعرض متحدثون الدعاية الإرهابية المتطرفة على شبكة الإنترنت، والعوامل الواقعية التي تقف خلف تجنيد الإرهابيين، لتركز الجلسة النقاشية الثانية «من التطرف الإلكتروني إلى الإرهاب الواقعي» على ضرورة استعراض العوامل الواقعية التي تمكن الإرهابيين من تجنيد أتباعهم. تجميد حسابات الإرهابيين كشف رئيس السياسة العامة والعلاقات الحكومية لشركة تويتر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جورج سلامة، عن إغلاق تويتر مؤخرا أكثر من 600 ألف حساب إرهابي، وأن إدارة الموقع تعمل مع الجهات الحكومية وغير الحكومية لتعزيز مستوى الشفافية فيما يتعلق بتلك الحسابات، إلا أنه لا توجد تقنية يمكنها بشكل كامل حل هذه المشكلة، خصوصاً وأن مستخدمي تويتر ينشرون أكثر من 500 مليون تغريدة يومياً، ومن الصعب مراقبة محتوياتها جميعاً، إلا بعد تلقي البلاغات عليها من قبل المستخدمين. بدورها، أشارت الباحثة في مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلاميّة، سمية فطاني، إلى أن داعش قام بتطوير محتوى دعائي يستهدف النساء بشكل إستراتيجي، سواء على شبكة الإنترنت أو على أرض الواقع، من خلال منحهن شعورا بالانتماء، خاصة اللاتي يشعرن بأنهن منبوذات في مجتمعاتهن، وذلك لاستغلال مشاعر الطبقات الضعيفة مجتمعيا. خطة مارشال ثقافية في جلسة نقاشية مفتوحة بعنوان «مواجهة الإرهاب: الصورة الإقليمية»، تم خلالها تسليط الضوء على سبل مجابهة الفكر الإرهابي المتطرف في المنطقة، لفت الإعلامي نديم قطيش إلى أن العالم الإسلامي يبدو حاليا كأوروبا عام 1945، وقال «نحن بحاجة لخطة مارشال ثقافية لإعادة بناء منطقتنا»، مشيرا إلى أهمية دور الأسرة في مراقبة أبنائها. من جانبها قالت كبيرة الباحثين في جامعة أوكسفورد، إليزابيث كيندال «المشكلة الرئيسية فيما يخص تنظيم القاعدة في اليمن تتمثل في تقبل الناس لهم وعدم مواجهتهم، حيث تظهر أبحاث أن أكثر من 56% من التغريدات التي تم تحليلها في اليمن كانت حول عمل تنظيم القاعدة في مشروعات تنمية مجتمعية وإحداث تغيير إيجابي في اليمن».