تحوّلت إستراتيجية تنظيم داعش الإرهابي في التجنيد واستقطاب صغار السن إلى استخدام مواقع التواصل الإجتماعي حيث يسعى التنظيم الاجرامي إلى الطريقة الأسهل والأسرع تأثيرا والأكثر جماهيرية خصوصا داخل المملكة التي تشير فيها الإحصائيات إلى أعداد كبيرة من مستخدمي هذه المواقع الالكترونية وبالتالي يسعى هذا التنظيم الاجرامي الى استهداف هذا الجمهور الذي غالبيته صغار سن لمحاولة التأثير عليهم وجرّهم إلى بؤر الإرهاب. حسابات تويتر --------------- وعمد التنظيم الظلامي منذ ظهوره إلى الدعاية والترويج لنشاطاته الاجرامية عبر مواقع التواصل، وكان الحضور الأبرز لداعش على موقع "تويتر" الذي يحتضن المئات من حسابات عناصر التنظيم والمؤيدين له، كثير منها تحاول تضليل البسطاء من المتابعين عبر نشر مواعظ دينية ومقاطع عن جهادهم المزعوم إلى جانب نشر صور لجرائمهم البشعة بحق الابرياء، حيث يلاحظ استغلال مناصري التنظيم الوسوم الأكثر تداولاً للانتشار. ويؤكد هذا النهج ماكشفه أحد المنشقين عن داعش مؤخرا حول الطريقة التي يتم فيها تجنيد العناصر الجديدة للانضمام للمقاتلين، مبينا أن المراحل الأولية للتجنيد تتم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تويتر والدردشة عبر نظام غوغل، حيث يتم استقبال العديد من الرسائل عبر صندوق الرسائل الخاصة أو القيام بإرسال هذه الرسائل إلى أشخاص يظهر ميلهم للمشاركة بالقتال في سورية. الدعاية الإلكترونية المتطرفة ------------------------------- ويؤكد خطر التجنيد على مواقع التواصل الاجتماعي حديث رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون عن أنّ عدداً متزايداً من الشبان تجذبهم الدعاية المتطرّفة على مواقع التواصل، كما يقول مؤكدا هنا على ضرورة منع هذا التنظيم الاجرامي من تحويل الإنترنت إلى مكان خارج عن السيطرة. كما دعا خبير أميركي مهتم بقضايا الارهاب والتطرف، بلاده والدول الغربية عموما على مجابهة عمليات تجنيد المرتزقة الاجانب من قبل تنظيم داعش الارهابي في مناطق متفرقة من العالم. وقال العميل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي "FBI"، جوناثان غيليم، إن "المهم حاليا بالنسبة للولايات المتحدة ليس التركيز على الحروب الصغيرة في اليمن والعراق، وإنما الاهتمام بحركة التطرف العالمية". ووفقا لدراسة أكاديمية بحثية حديثة كسب تنظيم داعش أعدادا كبيرة من المنتمين له ممن يحملون جنسيات غربية أو شرق آسيوية عبر نشاطه الإعلامي من خلال العمل في المدونات والتي تلقى رواجا واقبالا في عدد من الدول المستهدفة، ومن أهمها مدونات باللغتين الروسية والإنجليزية؛ إذ تقوم الهيئة الإعلامية للتنظيم بترجمة الإصدارات الإعلامية إلى لغات أجنبية عديدة، كالإنجليزية والفرنسية، والألمانية، والإسبانية، والأوردو، وغيرها إضافة إلى مجلات بلغات متعددة وهو ما أكسبه الكثير من الأفراد من مختلف الجنسيات وأوضحت الدراسة التي كان عنوانها "القوى الخفية لداعش في الإعلام الجديد"وقد عكف عليها فريق بحثي لباحثين في الإعلام الرقمي من جامعة الملك سعود وبإشراف الدكتور مطلق المطيري وإعداد كل من مبارك القحطاني ومحمد القحطاني وعبدالرحمن العابسي أن التنظيم بات يستهدف الشباب السعودي عبر (غرف الدردشة) لعلمهم بأنهم يقضون معظم وقتهم على الإنترنت إضافة إلى قيامهم باستغلال "تويتر" لمناقشة أحدث القضايا على الساحة الفكرية والإسلامية ومنها حث العامة على المشاركة في المظاهرات بنية الجهاد مع استغلالهم للمرأة وتوظيفها في نشر أطروحاته الشاذة لتحريكها بشكل أفضل وسط المجتمعات. وأشارت ذات الدراسة بأن التنظيم يلجأ إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر- فيس بوك- انستغرام) لتدبير الهجمات الإرهابية وتنسيق الأعمال والمهام لكل عنصر إرهابي بلغة مفهومة لهم وغالبا تكون عبارة عن رموز لها دلالات معينة، كما أوضحت أن عناصر داعش يلجأون إلى الحصول على المعلومات للمنشآت التي يسعون إلى استهدافها من خلال شبكة الإنترنت حيث إن 80% من مخزونهم المعلوماتي معتمدا في الأساس على المواقع الإلكترونية. خبراء تقنيون ----------------- ووفقا للدراسة يمتلك داعش فريقا من الخبراء التقنيين مهمتهم الرئيسة تتمحور حول اختراق البريد الإلكتروني للآخرين وهتك أسرارهم والاطلاع على معلوماتهم وبياناتهم التجسس عليها لمعرفة مراسلاتهم ومخاطباتهم والاستفادة منها في عملياتهم الإرهابية مبينة الدراسة أن هذه الطريقة باتت وسيلة سهلة وآمنة للتواصل بين الإرهابيين وتبادل المعلومات فيما بينهم والتخطيط لعملياته كما يستخدمونها أيضا لدى بعض المتطرفين دينيا أو سياسيا في نشر أفكارهم والترويج لها وكسب تعاطف الآخرين إضافة إلى اختراق البريد الإلكتروني للآخرين لتتبع مراسلاتهم والاطلاع على بياناتهم وأسرارهم للاستفادة منها في التخطيط لعملياتهم الإرهابية وقد تحولت وسائل التجسس من الطرق التقليدية إلى الطرق الإلكترونية خاصة مع استخدام الإنترنت وانتشاره عربيا وعالميا. المحافظة على بقاء التنظيم --------------------------------- ويعمد التنظيم إلى التعبئة وتجنيد إرهابيين جدد عبر الانترنت ليقينهم التام وفقا للدراسة بأن استقدام عناصر جديدة داخل المنظمات الإرهابية يحافظ على بقائهم واستمرارهم حيث يواصل التنظيم نشاطه الإعلامي من خلال العمل في المدونات، حيث يقوم بترجمة الإصدارات الإعلامية إلى لغات أجنبية عديدة وهو ما أكسبه الكثير من الأفراد من مختلف الجنسيات، كما أن التنظيم يسيطر على عدد كبير من المواقع والمنتديات الإلكترونية، التي تحتوي على مكتبة هائلة وواسعة تختص بالأيديولوجيا والخطاب وآليات التجنيد والتمويل والتدريب والتخفي والتكتيكات القتالية وصنع المتفجرات وكل ما يلزم "الارهابيين" في عمليات المواجهة في إطار حرب العصابات وسياسات الاستنزاف. ويستغل "داعش" تعاطف البعض من مستخدمي "الانترنت" معهم ويجتذبون هؤلاء السذج بعبارات براقة وحماسية من خلال غرف الدردشة الإلكترونية مع علمهم بأن تسلية الشباب والمراهقين السعوديين وغيرهم هي الجلوس بالساعات الطويلة أمام الشبكة العنكبوتية خاصة مواقع التواصل الاجتماعي في المنزل ومقاهي الانترنت للحديث مع الكثير من مختلف أنحاء العالم، ونشر أيديولوجيته الجهادية، حيث أصبح مفهوم ما يسمى "الجهاد الإلكتروني" أحد الأركان الرئيسية في فترة مبكرة منذ تأسيس جماعة "التوحيد والجهاد"، ثم "القاعدة" في بلاد الرافدين وقد شهدت الهيئة الإعلامية لتنظيم "داعش" تطورًا كبيرًا بالشكل والمحتوى، كما أصدر"داعش" عددا من المجلات بالعربية والإنجليزية، وحذرت الدراسة من استغلال داعش لتويتر ليناقش فيه أحدث وأخطر القضايا المطروحة اليوم على الساحة الفكرية الإسلامية ومن ذلك قضية المشاركة في المظاهرات وأحداث الشغب في أوروبا وغيرها بنية الجهاد كما يسعى إلى استغلال الفكر الجهادي للمرأة وتوظيفها في نشر أطروحاته الشاذة ليمكن تحريكها بشكل أفضل وسط المجتمعات، وطالبت الدراسة بوضع خريطة استراتيجية تفصيلية لمحاربة (الإرهاب الإلكتروني) من منطلق الأمن القومي في جميع المجالات وعلى مختلف الأصعدة. التجنيد الإجباري للصغار! ------------------------------- وكان التنظيم الارهابي قد أصدر مؤخرا قراراً بفرض (التجنيد الإجباري) على كل من بلغ الثامنة عشرة في سورية، وقد دخل القرار حيز التنفيذ، حيث ينص على فرض التجنيد الإجباري على شباب المدينة وألا يتقدم الأهالي بأيّة شكاوى أو اعتراضات على ذلك، إذ يعتبر التنظيم هذه الخطوة حشداً للمسلمين لما أسموه بالجهاد ضد الأعداء، إذ سيقومون بنقل الشباب المجندين إلى مناطق الصراع، حسب ما أوضح أحد أمراء التنظيم للأهالي، مضيفاً أن نساء عناصر التنظيم المتواجدات بدأن بإقناع الشابات بالانضمام إلى صفوف داعش للقتال ضد الأعداء والجهاد.