أفردت الصحف العالمية مساحات كبيرة للحديث عن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، للمملكة، والقمة التي تجمعه بقادة الدول العربية والإسلامية، وأشارت إلى أن هذه القمة تكتسب أهمية كبرى في ظل الظروف التي يمر بها العالم أجمع، ومنطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص، من تنامٍ للتنظيمات المتطرفة، مثل تنظيمي داعش والقاعدة، والتدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة العربية، وتسببها في تأجيج الأزمات في سورية واليمن، إضافة إلى محاولاتها التدخل في الشؤون الداخلية للبحرين والكويت وغيرها من الدول. وتابعت الصحف قائلة إن الرئيس ترمب يتبع منذ تنصيبه سياسة تقوم على تصحيح أخطاء سلفه باراك أوباما الذي تقارب مع إيران على حساب الحلفاء التاريخيين في منطقة الشرق الأوسط، حرصاً على توقيع الاتفاق النووي، لكن ترمب أعلن منذ فوزه بالانتخابات عزمه إعادة الاهتمام لمنطقة الشرق الأوسط، والتصدي للتهديدات الإيرانية للسلم والأمن الدوليين. وأشارت الصحف العالمية إلى أن الشأن الاقتصادي نال أهمية خاصة خلال الزيارة، حيث جرت مباحثات مكثفة بين القيادتين في هذا الشأن، إضافة إلى جلسات مماثلة لرجال الأعمال في البلدين، تمخضت عن توقيع أكثر من 30 اتفاقية بقيمة إجمالية تجاوزت تريليون ريال سعودي. وأضافت أن مما لفت انتباه الأميركيين مشاركة الرئيس دونالد ترمب، مع خادم الحرمين الشريفين في احتفال تراثي أقيم مساء أول من أمس، أدى فيه ترمب العرضة السعودية بالسيف. رسالة مباشرة لإيران قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس ترمب يولي أهمية خاصة لإعادة نفوذ بلاده إلى العالم العربي، وتصحيح الأخطاء التي وقع فيها الرئيس السابق، باراك أوباما، الذي أولى عناية خاصة للعلاقات مع إيران، وتجاوز عن انتهاكاتها في سورية واليمن والعراق. وأضافت الصحيفة أن ترمب اختار المملكة محطة أولى لزياراته الخارجية، لإرسال رسالة مباشرة وواضحة بأنه يقف إلى جانب دول الخليج والدول العربية، وعازم على إنهاء النفوذ الإيراني في سورية والعراق، ووضع حد للأزمة في اليمن. وأشارت إلى أن ترمب وجه إنذارا واضحا لإيران بأنه لن يتسامح مع تجاوزاتها لتعهداتها والتزاماتها الدولية، وسيتصدى بحسم لها. وأضافت الصحيفة أن الحفاوة التي استُقبل بها الرئيس الأميركي والوفد المرافق له في الرياض، وحرص خادم الحرمين الشريفين على استقباله شخصيا في المطار، يؤكد المكانة المتقدمة للعلاقات بين البلدين. إعادة التحالف التاريخي تحت عنوان «ترمب يصل المملكة ويتناول القهوة مع الملك»، قالت صحيفة واشنطن بوست، إن الرياض استقبلت الرئيس الأميركي بترحاب كبير، مشيرة إلى أن قادة جميع الدول العربية والإسلامية وصلوا الرياض للمشاركة في القمة التي تجمعهم مع ترمب، لإيجاد أفضل السبل الكفيلة بالقضاء على الإرهاب الذي يمثله تنظيما داعش والقاعدة، وأضافت أن الشرق الأوسط ظل على الدوام منطقة مهمة للولايات المتحدة، إلا أن الرئيس السابق باراك أوباما أضعف تلك العلاقة، ولم يولها ما تستحقه من اهتمام، بسبب حرصه على توقيع الاتفاق النووي الذي لم تلتزم به إيران، وواصلت تجاوزاتها لبنوده، من خلال استمرار تجارب الصواريخ الباليستية. وأضافت الصحيفة أن ترمب يملك خطة واضحة للقضاء على الإرهاب، تعتمد على محاربة الإرهابيين والقضاء على الذرائع التي يتخذونها لتجنيد المقاتلين، لذلك يحرص على حل أزمة فلسطين. تصحيح صورة الإسلام أشارت صحيفة واشنطن تايمز إلى أن الولاياتالمتحدة ودول الخليج العربي مصممة على تجفيف كافة مصادر التمويل عن التنظيمات الإرهابية، مشيرة إلى أن القمة التي جمعت الرئيس الأميركي بقادة وزعماء 50 دولة عربية وإسلامية، في الرياض، وضعت استراتيجية شفافة تقوم على توحيد الجهود لمواجهة المتطرفين، مضيفة أن قادة الدول الإسلامية حرصوا على تأكيد عدم وجود رابط بين العنف والتشدد والدين الإسلامي، مؤكدين أن الإسلام يدعو للتسامح والتعايش مع الآخر. وأضافت الصحيفة أن ترمب حرص على تأكيد موقفه الإيجابي من الإسلام، وأنه لا يتخذ موقفا سالبا من المسلمين. كما تحدثت الصحيفة عن الاتفاقيات التي تم توقيعها بين المملكة والولاياتالمتحدة خلال الزيارة، مشيرة إلى أنها تسهم في إيجاد الآلاف من فرص العمل، من واقع تشجيعها توطين التقنية في السعودية وإنشاء مصانع لصناعات عسكرية ومدنية. أجواء عربية تقليدية قالت صحيفة شيكاجو تريبيون إن زيارة الرئيس ترمب إلى المملكة كانت ناجحة بكل المقاييس للجانبين، مشيرة إلى أنها أسفرت في اليوم الأول عن توقيع اتفاقيات تجارية بقيمة إجمالية تجاوزت 280 مليار دولار. وقالت إن هذه الاتفاقيات سيكون لها تأثير اقتصادي إيجابي على البلدين، من واقع حرصهما على تحقيق المصالح المتبادلة. وأضافت الصحيفة أن الاتفاقيات تنوعت ما بين الصناعات العسكرية والمدنية والجانب التكنولوجي. وتطرقت الصحيفة إلى السعادة التي كانت بادية على وجه الرئيس ترمب وهو يشارك إلى جانب خادم الحرمين الشريفين في احتفال بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي، وأدى العرضة السعودية بالسيف إلى جانب الملك سلمان، في أجواء مستوحاة من طابع الجزيرة العربية. وقالت الصحيفة إن الملك سلمان بدا حريصا على نجاح الزيارة، من واقع استقباله للرئيس الأميركي في المطار، والإشراف بنفسه على المباحثات الرسمية التي جرت بين قيادتي البلدين. توطين التقنية بالمملكة وصفت صحيفة الجارديان البريطانية زيارة الرئيس الأميركي إلى المملكة بأنها «تاريخية»، مشيرة إلى أنه بمجرد الانتهاء من مراسم الاستقبال البروتوكولية في المطار بدأ الجانب العملي فورا، حيث عقد خادم الحرمين الشريفين جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس الأميركي، وبموازاة ذلك كانت هناك مباحثات اقتصادية بين مسؤولي البلدين ورجال القطاع الخاص، أسفرت عن توقيع 30 اتفاقية بقيمة إجمالية تجاوزت تريليون ريال سعودي، ووصفت الاتفاقيات التي تم توقيعها بأنها «نوعية» بسبب تركيزها على نقل التقنية الحديثة للأراضي السعودية، حيث اتفق الجانبان على إنشاء مصنع لمروحيات بلاك هوك في المملكة، إضافة إلى اتفاقيات تسليح ضخمة. وأضافت الصحيفة أنه من الواضح أن واشنطن تسعى إلى رفع فعالية الدفاعات الخليجية للتعامل مع الأخطار المتعددة التي تواجهها دول الشرق الأوسط، عن طريق مبيعات الأسلحة وتوطين صناعتها في نفس الوقت بالدول العربية. اجتثاث جذور الإرهاب قالت صحيفة تليجراف البريطانية، إن زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب إلى الرياض، ولقاءه قادة الدول العربية والإسلامية أوصلت رسالة واضحة لإيران بأن عهد تدخلاتها في شؤون دول المنطقة قد انتهى، وأن عليها الكف عن التدخل في شؤون دول المنطقة. وأضافت أن الزيارة تطرقت إلى الجانب الاقتصادي والسياسي في وقت واحد، حيث تم توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية بين الرياضوواشنطن، كما تم بحث كيفية إلحاق الهزيمة النهائية بالتيارات الإرهابية، واجتثاث جذور التطرف. وتابعت أن الولاياتالمتحدة أكدت عمليا حرصها على استقرار دول المنطقة، وإعادة التحالف الذي يربطها بها، بعد أن مرت العلاقات بفترة جمود خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما. واختتمت قائلة إن الرياض بذلت جهودا كبيرة لتنظيم قمة إسلامية أميركية، حيث حشدت 50 من ملوك ورؤساء وقادة تلك الدول للاجتماع بالرئيس الأميركي، لبحث السبل الكفيلة بالقضاء على التهديدات الإرهابية.