أقرب ما يوصف به حال غالبية المجتمع في تناوله لقضايا المرأة أنه مجتمع «متكهرب»، سرعان ما ينتفض لأي حوار وكأنك تتحدث عن أمر مصيري بحت! ولا نجد ذات الانتفاضة من قبل المجتمع النسائي الأنثوي حينما يتم التعريج عن قضايا الرجال أسوة بالنساء، إذ تكون الشريحة العظمى من الإناث صامتة إزاء أي حوار يختص بالرجل، فيما يتهافت الذكور على الشد والجذب فيما بينهم عن أي قضية نسوية خالصة رغم أن علاقتهم بها تكاد تكون صفرا! من قيادة المرأة إلى عمل المرأة، إلى ولاية الرجل على المرأة إلى سفر المرأة.. كلها قضايا أخذت من الوقت الكثير جداً ولسنوات طوال، ثم تمضي المرأة غير آبهة بقيل أو قال، فهي تمشي حسب النظام المتاح، وإذا طالبت بحق من حقوقها فقد تكون في حالة صدام مجتمعي غير محمود العواقب -رغم أحقيتها- بالمطالبة إن أرادت لكنها تتحاشى هذا (التكهرب) الذكوري المشحون بأفكار وتفكير غالباً ما يحمل في طيّاته سوء النوايا عن الأنثى، كونها أنثى لا أكثر! ابتلينا بكثير من العقليات التي انتهكت حقوق هذه المرأة طويلاً، من عضلها وكبتها.. وحرمانها من راتبها المستحق نظير عملها.. ناهيكم عن تعنيفها ولن أسهب حول هذا الأمر، فمن هذا (الذكر) الذي يستلب حقها إما زوجة أو أخت أو ابنة؟ باختصار: هو ذاك الذي يستفرد بالحوار عن قضاياها في المجالس والمنتديات -سابقاً - وفي وسائل التواصل الاجتماعي راهناً، هو ذلك الذكر الذي يمتهن حقها في التعبير والرأي!، هو ذاك «الصبي» الذي يطلب من أمه الجلوس بالمقعد الخلفي لأجل أنها «حرمة»!، هو ذلك المسؤول الذي يقوم بإبطاء معاملة لمُسنة أو أرملة قطعت طرقاً وكيلو مترات طويلة لكي تنهي خدمتها وبكل جلافة يطلب منها (ذكراً) ولياً لأمرها وهي التي عن عشرة رِجال!.. كل هذه العيّنات من الذكور -ولا أقول الرّجال- قد تجدهم يتسيدون المشهد الحواري العام عن قضايا المرأة ليس لخدمة الحوار ذاته أكثر من كونهم (متكهربون) بالأنثى جداً، ويصيبهم هذا التشاحن العالي في أفكارهم الجامدة التي لا يُريدون أن تذوب فيختفون من المكان والزمان كحبة «ثلج»!.. هؤلاء مصابون بكهرباء ذي فولت خطر على الناس! وخطر على حياة الأنثى تحديداً، ولذا فعلينا الحذر قبل أن تصاب مولداتهم الفكرية بإنفجار نتيجة الحرق.. فنتأذى بقربهم!