في 2017 أغلقت الشركات الكبرى للبيع بالتجزئة محلاتها بمعدلات أسرع من 2008 أثناء فترة الركود الاقتصادي الكبير. وحدث هذا التقليل في الأعداد وسط ارتفاع المبيعات على الإنترنت، في حين أن محلات البيع بالتجزئة التقليدية كانت ولا تزال بطيئة في تبني التكنولوجيات الجديدة، إلا أن شركات التجارة الإلكترونية شغوفة في تبنيها من أجل أن تتميز عن منافسيها التقليديين. وقال معهد Brookings الأميركي للدراسات، في تقرير له،عادةً ما يتبع إغلاق المحلات تسريح للموظفين الذين يعملون في القطاع الذي يُوظف تقريبًا عُشر القوى العاملة في الولاياتالمتحدة، ولكن توسيع عمليات الإنترنت قد يتطلب هذا الأمر موظفين متمكنين من مهارات مختلفة. ونظرًا لحجم هذا القطاع فإن الوتيرة التي تتبنى بها مواقع التجارة الإلكترونية ومحلات البيع التقليدية للتكنولوجيات الجديدة قد تكون ذات آثار ضخمة على التوظيف. تكنولوجية التجارة بما أنه بإمكان أي شخص أن ينتقل بسهولة من موقع تجاري إلكتروني إلى موقع آخر، باتت المنافسة شرسة على تقديم أفضل خدمة عملاء. حيث إن هذه المواقع تتنافس على توصيل المشتريات للعملاء بأسرع ما يُمكن، فهم بذلك يحققون الجانب المريح الذي تقدمه المحلات التقليدية. بتكلفة إضافية تكون خدمة التوصيل في نفس اليوم متوفرة على قطع مختارة، وتتوفر حتى خدمة التوصيل في غضون ساعة فقط في المدن الرئيسية الكبرى. تحقيق سرعة توصيل الطلبات يتطلب دعمًا لوجيستيًا مكثفًا من المستودعات وسائقي التوصيل. تتطلب الشبكة من المستودعات مواقع أقل مقارنةً بسلسلة وطنية من المحلات، وكذلك تكاليف أقل، وذلك عن طريق موازنة التقرب من العملاء مع إيجار منخفض. كما أن المواقع الأقل تتطلب موظفين أقل: في 2016 كان لدى أمازون 340.000 موظف باستثناء الموظفين الموسميين، مقارنةً بوول مارت التي بلغ عدد موظفيها 1.5 مليون موظف. التكنولوجيا الجديدة توظف مواقع التجارة الإلكترونية التكنولوجيا الجديدة تقريبًا في كل خطوة من خطوات التسوق من الطلب المبدئي وحتى التوصيل النهائي. يُسهل الإنترنت عمليات المقارنة على المشترين، لذلك يقوم البائعون باستخدام خوارزميات التسعير كي يبيعوا بسعر أقل. في المستودعات تقوم الروبوتات بنقل الرفوف إلى العاملين حتى يوفروا الوقت في تعبئتها. ومن ثم يتم شحن المنتجات من قِبل الطرف الثالث وهو شركات الشحن، التي تستخدم الخوارزمية من أجل تحديد خرائط الطرق وذلك بهدف قليل الوقت المستخدم في التوصيل وكذلك تقليل الوقود المستهلك. كما أن شركات التكنولوجيا تعمل على تجربة الطائرات بدون طيار والروبوتات والمركبات ذاتية القيادة كي تجعل من عمليات التوصيل ذات إشراف بشري أقل. التكنولوجيا المستخدمة في كل خطوة تزيد من إنتاجية الموظف في المستودعات والتوصيل، ولكن بذلك فقد يتم تقليل عدد الموظفين اللازمين في كل مهمة. انتشار الهواتف الذكية على عكس ذلك فإن المحلات التقليدية قد اعتمدت على تكنولوجيا أقل كي تبسط من تجربة العملاء داخل المحل. ولكن ذلك قد يتغير مع تزايد المنافسة من مواقع التجارة الإلكترونية، خصوصًا أن بعضها قد بدأت بافتتاح مواقع فعلية مادية كي تعرض منتجاتها. وبعد أن يقوم المستهلكون بتجربة نظارات واربي باركر في المحلات، فإنه يتم شحن المشتريات مباشرةً إلى منازلهم تمامًا كالمواقع الإلكترونية. هذه الطريقة المهجنة التي تفصل المنتجات للبيع عن الخدمات المعروضة قد حصدت نتائج رائعة جدًا: تمكنت واربي باركر من تحقيق ثاني أعلى مبيعات بعد أبل، بالرغم من أن معظم نظاراتها تباع مقابل أقل من 100 دولار. انتشار الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة المتصلة بشبكة الإنترنت قد شوشت الخطوط بين التسوق التقليدي في المحلات والتسوق الإلكتروني. المستهلكون مرجحون أكثر على القيام بالبحث عن منتج ومعلومات سعره على الهاتف الذكي أثناء تسوقهم في المحلات، وذلك أن يُتمموا عمليات شرائهم على الأجهزة. في 2015 مثلت عمليات الشراء بالجوال حوالي ثُلث جميع عمليات البيع الإلكترونية. إنتاجية البيع بالتجزئة كي يتم الحفاظ على المنافسة مع تجار التجزئة في الإنترنت، فإنه على التجار التقليديين أن يجعلوا من وتيرتهم مواكبة لوتيرة الابتكار. كما أن شركة تجارة إلكترونية قادرة على جمع بيانات المستهلك بضغطة زر واحدة، ومن ثم تقوم بتتبع مشترياتهم النهائية عن طريق برنامج ولاء. ولكن قد يبدأ هذا بالتغير حيث إن المحلات قد بدأت بتثبيت أجهزة استشعار تعمل على تتبع سلوكيات المستهلك. أكثر من مجرد التنافس على دولارات المستهلك، فإن التجار التقليديين يتنافسون على بيانات المستهلك التي بإمكانهم استخدامها بهدف تحسين عملياتهم. تحليل المزيد من البيانات قد يؤدي بالتجار إلى تقليل فروعهم، حيث إنهم بدؤوا يجدون طرقًا لزيادة مبيعاتهم بأقل ما يُمكن من مساحة المحل. المحلات الصغيرة التي تتبنى التكنولوجيا قد تتطلب عدد موظفين أقل متمكنين من مهارات مختلفة. بالإضافة إلى بيع المنتجات، فإنه يتوجب على الموظفين أن يتعلموا طريقة التعامل مع التكنولوجيات المستخدمة في المحلات والمستودعات. مهارات الموظفين التحول إلى مهارات ذات مستوى عال سيزيد من رواتب الموظفين الذين يمتلكون المهارات التقنية أو الشخصية الضرورية. فهذه التكنولوجيا تجعل من الموظفين أكثر إنتاجية، في حين أن آخرين سيجدون أن مهاراتهم مهارات مكررة، وقد يخسر قطاع البيع بالتجزئة منصب أضخم جهة موظِفة لأكبر عدد من الأميركيين. بغض النظر عن مستقبل القطاع فإن التحول الحالي يوضح مدى انتشار الأجهزة الإلكترونية والتشغيل الآلي بشكل يتجاوز المصانع والمكاتب. أصبحت الحواسب الآلية الآن متمتعة بالقوة المعالجة الكافية كي تتنقل وتتلاعب بالأجسام المادية، إضافةً إلى التحول الرقمي. نقاط هامة 2017 أغلقت الشركات الكبرى للبيع بالتجزئة محلاتها أسرع من 2008 240.000 ألف موظف لدى أمازون باستثناء الموظفين الموسميين في 2016 1.5 مليون موظف لدى وول مارت مثلت عمليات الشراء بالجوال حوالي ثُلث جميع عمليات البيع الإلكترونية في 2015 بتبني الشركات للتكنولوجيا الجديدة ستصبح ذات إنتاجية عالية وترفع رواتب الموظفين