تتقدم التجارة الإلكترونية خطوات نحو الأمام في الدول المتقدمة شرقا وغربا حيث تم وضع الخطط المستقبلية لأسس التجارة العالمية و التي بنيت على أساس شبكة الإنترنت و نحن في عالمنا العربي نعترف بالتجارة الإلكترونية و جدواها الإقتصادية مستقبلا حيث مازالت الغالبية العظمى من الهيئات و المؤسسات التجارية تمارس أعمالها بالطرق التقليدية وكثير من الهيئات العربية مازالت تهدر طاقاتها البشرية و وقتها الثمين و تستنزف خبراتها الفنية في متابعة أمور لا طائل من ورائها و نتعرف على الصورة الجديدة و المستقبلية للتجارة الإلكترونية و التي سوف تكون بمثابة الطفرة في النظام التجاري العالمي . الطريقة التقليدية لممارسة التجارة تمارس التجارة في القدم على اساس الدورة التجارية الطويلة بداية من مصدر السلعة أو الخدمة مرورا بتجار الجملة و التجزئة حتى تصل السلعة الى المستهلك واليكم مايحدث بالتفصيل : تبدأ الدورة التجارية من المصدر المنتج للسلعة سواء كان مزرعة أم مصنع ثم تنتقل هذه السلعة الى تجار الجملة ومن ثم الى تجار التجزئة و أخيرا الى المستهلك و في حالة التصدير فإن المنتج يذهب الى المصدرين ومن ثم يتم نقلها الى المستوردين (الوكلاء) و منه الى تجار التجزئة في ذلك البلد و أخيرا تصل الى المستهلك وطبعا هذه الدورة تزيد من تكلفة المنتج أضعاف مضاعفة للسعر الأصلي نتيجة لتكاليف الشحن و التخزين و أجور المحلات التجارية و العمالة إضافة لمكسب كل تاجر تمر عليه تلك السلعة أو الخدمة و تطول الدورة التجارية وتزداد التكاليف تبعا لبعد المستهلك عن مصدر البضاعة. التجارة الإلكترونية حاليا تقوم المواقع ببيع المنتجات تماما كما يقوم بهذا الدور تاجر التجزئة في النظام التقليدي الا أن تاجر التجزئة في الإنترنت يتخطى الوكيل المحلى و تاجر الجملة و يستطيع الوصول الى عدد أكبر من الزبائن لأن أي شخص في العالم يمكنه الوصول الى هذا التاجر عن طريق الإنترنت الطريقة المستقبلية نظرا للنجاح الباهر لبعض المواقع العالمية في مجال البيع عن طريق الإنترنت قررت بعض الشركات و المصانع العالمية الدخول الى هذا النشاط و ممارسة عملية البيع المباشر لزيادة الدخل و هامش الأرباح بدلا من ترك هذه الأرباح لتجار التجزئة والوكلاء كما يتم تخفيض التكلفة النهائية للسلعة نتيجة لاختصار الدورة التجارية وبالتالي تتاح الفرصة للشركة أو المصنع على المنافسة في جذب المشترين . الخاسر و الرابح سيكون تجار الجملة(الوكلاء) و تجار التجزئة هم أول الخاسرين على مستوى العالم لأنهم لن يستطيعوا منافسة الشركات المنتجة والمصانع لأنهم سيبيعون تلك السلع مباشرة دون أي وسيط أو تكاليف إضافية و لن يتمكن تجار التجزئة التقليديين من منافسة مواقع البيع في الإنترنت لأن أسعارهم ستكون أقل بكثير أما عن الرابحين في هذه الثورة الجديدة فهم الشركات و المصانع المنتجة للسلع و بقية المواقع على شبكة الإنترنت وطبعا سيكون المستهلك أيضا من الرابحين ناقوس الخطر بعض تجار الوطن العربي مازالوا نائمين في العسل و لا يدرون ما سوف تحمله لهم الأيام القادمة فهم حتى اليوم مازالوا غير مقتنعين بالتجارة الإلكترونية و لا يهتمون بها حيث انهم يظنون بأن التجارة الإلكترونية ما هي الا كلام جرائد و أن بإمكانهم الاستمرارية في وكالاتهم التجارية معتمدين على نسبة من الأرباح لكل صنف أو سلعة يملكون حق توزيعها في بلدانهم دون غيرهم ولكنهم سوف يكتشفون قريبا ان هنالك من سيزاحمهم في السوق المحلى من خلال شبكة الإنترنت و بعد سنوات قليلة سيكتشفون أن المصنَع نفسه هو من يزاحمة و يخرجه من السوق. ويمكن شرح مدى التأثير المتوقع في هذا الرسم التوضيحي. حيث تجد في العامود الأيسر الطريقة التقليدية الطويلة لوصول البضاعة من بداية الإنتاج حتى يد المستهلك و في الجانب الأيمن تجد الطريقة التي ستكون عليها التجارة مستقبلا و يتوقع الخبراء أن تنتشر هذه الطريقة المختصرة خلال السنوات الخمس القادمة و لقد بدأت هذه الموجة الجديدة بالفعل حيث تفكر الاَن الكثير من الشركات و المصانع في الإنتقال الى هذه المرحلة الجديدة من التجارة و أول هذه الشركات هي شركات خطوط الطيران حيث سيتم قريبا الاستغناء عن وكلاء السفر بحيث ستوفر هذه الشركات قيمة العمولة المدفوعة للوكالات لو قامت هي ببيع التذاكر مباشرة للجمهور من مكاتبها أو موقعها على الإنترنت و كذلك بدأت مصانع أجهزة الكمبيوتر بالتفكير بنفس الإتجاه و سوف تتبعهم البقية الباقية من الشركات في القريب العاجل.