مع اشتعال معركة الانتخابات الإيرانية، المزمع إجراؤها في ال19 من الشهر المقبل، تزايدت حدة هجوم منسوبي الحرس الثوري على الرئيس حسن روحاني، حيث اتهمه ممثل المرشد، الجنرال محسن زادة، بالكذب، فيما تعهد القيادي بالحرس، حسين بكتا ب"حلق اللحى"، في حال فوز روحاني. كشف مسؤولون في الحرس الثوري الإيراني أنهم تلقوا «تعليمات عليا» بانتخاب أحد مرشحي «جبهة الشعب لقوي الثورة» التي تضم المحافظين المقربين من المرشد الأعلى. وأن ذلك يعد بمثابة الأمر الشرعي والوطني. وقال ممثل المرشد، علي خامنئي، بالحرس الثورة لمحافظة كرمان، الجنرال محسن زادة، إن الحرس ومؤسسات أخري تلقوا أمرا «من أعلى المراجع السياسية»، بضرورة انتخاب أي من مرشحي الجبهة الأصولية، إبراهيم رئيسي، ومحمد قاليباف، كما اتهم زادة الرئيس روحاني بالكذب، من خلال نشره أرقاما غير صحيحة عن البطالة، والتضخم، والانحراف عن خط الثورة، وأضاف «النظام كان يفكر في عزله، لكنه وضع في حساباته قضية الانتخابات المرتقبة، لأنه ليس من المعقول عزل رئيس والإبقاء على حكومته لتدير الانتخابات أمام الرأي العام». خلط الدين والسياسة حذر الجنرال في الحرس الثوري، حسين بكتا، من فوز روحاني بولاية ثانية، وقال «إذا عاد روحاني، فإننا سنزيل اللحى، وعلى الجميع استغلال فترة الحملات الدعائية، لأجل تكثيف الدعاية للمرشح إبراهيم رئيسي في عموم إيران، وهذه هي فرصتنا». في السياق ذاته، أكد ممثل خامنئي في الحرس، الشيخ علي سعيدي، أن معظم الشخصيات السياسية التي دخلت في مواجهات سياسية مع الحرس كان بسبب ولاية الفقيه، وقال الرؤساء السابقون، أمثال أبي الحسن بني صدر، ومهدي بازركان دخلا المواجهة السياسية مع الحرس الثوري، بسبب الاختلاف حول ولاية الفقيه، وعدم الإيمان بهذا المبدأ يعني عدم الإيمان بالنظام الإسلامي. وكان خامنئي قد أكد مؤخرا، بشكل غير مباشر، ضرورة دعم المرشح رئيسي، لأنه لا يعير أهمية للعلاقات مع أميركا، وقال إنه ينبغي على المرشحين عدم التعويل على الخارج، في إشارة إلى رفضه برنامج روحاني بالتقارب مع الغرب لتسوية مشاكل إيران. وعود انتخابية خاوية تعهد المرشحان الأصوليان، إبراهيم رئيسي، ومحمد قاليباف، برفع مبلغ الإعانة للفقراء من 10 دولارات، كما هو سائد حاليا، إلى 40 دولارا شهريا، كما تعهد رئيسي بتعيين 1500 عاطل عن العمل شهريا، من خريجي الجامعات، في حالة فوزه في الانتخابات، وهي التعهدات التي دعت الرئيس روحاني إلى التعليق عليها بالقول «ينبغي للمرشحين أن يدلوا بتصريحات واقعية للجمهور، لا سيما أن المختصين يعلمون حقيقة أوضاع إيران المالية». من جانبه، أعلن المرشح المتشدد محمد قاليباف التنازل عن السباق الانتخابي لصالح رفيقه في جبهة الأصوليين، إبراهيم رئيسي، حتى إذا عرض عليه أعلى المناصب. وقال الخبير الإصلاحي، إلياس حضرتي، إن قاليباف يرفض التنازل، لأنه يريد تحقيق أمانيه في الوصول إلى كرسي الرئاسة، بعد فشله في الترشيحات السابقة.