حمل التقرير الأخير الصادر من وزارة الصحة أمس إدارة تعليم القنفذة مسؤولية إصابة 150 طالبة في المدرسة الابتدائية الرابعة خلال شهر جمادي الآخرة الماضي بأعراض الغثيان وآلام البطن والدوخة، عدا الكثير من الحالات التي لم تراجع المستشفيات والمراكز الصحية، بسبب ضعف مستوى النظافة، وتلوث المياه بالمدرسة. وأكد بيان الصحة تلوث خزانات المياه الأرضية للمدرسة بالميكروبات المعوية البرازية، وزيادة عدد البكتيريا في هواء دورات المياه، مما يؤكد انعدام الصيانة، وضعف النظافة بالمدرسة. بداية الحالات بعد أن ظهرت أعراض صحية مماثلة لحالات كثيرة بين طالبات الإبتدائية الرابعة بحي الخالدية في القنفذة كالغثيان وآلام البطن والدوخة، أقرت الصحة بإصابة 137 حالة خلال يوم واحد فقط (الثلاثاء 29 جمادى الآخرة 1438)، دب الخوف والهلع في نفوس أولياء أمور الطالبات مما أجبرهم على عدم إرسال بناتهم للمدرسة، فيما وجه مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل محافظ القنفذة فضا البقمي، بالوقوف على الحالات، والرفع بتقرير مفصل عن ذلك. وباشر المحافظ في حينه وبقية الأجهزة المعنية الحالات المصابة، موجها برفع الجاهزية ودراسة الحالات من كل الجوانب. وقامت إدارة التعليم بتعليق الدراسة يومي الأربعاء والخميس، وضمهما لأسبوع إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، متوقعة أن ذلك كاف لزوال المسبب. لا تسمم غذائيا وبعد أيام قليلة، وصلت نتيجة المختبر الإقليمي بمنطقة مكةالمكرمة، والذي اكتفى بنفي وجود تسمم غذائي مما أدخل الأهالي في حيرة جديدة. وبعد العودة من إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، توقع الأهالي اختفاء الإصابات، إلا أن جهود التعليم والصحة كانت أقل من طموحات الأهالي حيث اقتصرت على الغسيل، وإزالة المفارش وتكوين اللجان، لتعود الإصابات من جديد مع عودة الطالبات، وحينها اعترفت الصحة بتسجيل 14 حالة فقط، فيما لجأت الإدارة لنقل طالبات المدرسة لإحدى المدارس بالحي خلال الفترة المسائية كحل مؤقت، لتبدأ بعدها اللجان من جديد في دراسة المشكلة من كافة الجوانب لمعرفة سبب المشكلة، التي تمثلت في تلوث مياه الخزان الأرضي والهواء بالمدرسة. نتائج الفحوصات أكد الناطق الإعلامي لصحة القنفذة إبراهيم المتحمي، أن صحة القنفذة قامت بجميع الإجراءات الوقائية والعلاجية لطالبات المدرسة، مشيرا إلى أنه اتضح من خلال التقصي الصحي لوضع المدرسة من قبل صحة القنفذة وصحة مكة وفريق من وزارة الصحة، عدم وجود تسمم غذائي استنادا على نتائج فحص العينات. كما أكد أن الحالة الاكلينيكية للحالات لا تتماشى مع حدوث تسمم كيمائي حسب نتائج مركز السموم بمنطقة مكةالمكرمة، وأن صحة القنفذة تنتظر التأكيد النهائي لذلك من مختبرات أخرى. وبين المتحمي أنه من خلال التقصي الوبائي للحالات المصابة والتقصي الميداني لبيئة المدرسة، اتضح وجود ارتباط بين التوزيع المكاني للحالات والأماكن القريبة من دورات المياه. انعدام النظافة والصيانة إلى ذلك، حمل كل عبدالله الزبيدي، وحسين علي، ومحمد الفقيه من أولياء أمور الطالبات التعليم مسؤولية انعدام وسوء النظافة بالمدارس، مؤكدين أن الخزانات الأرضية لا تخضع لعمليات النظافة وتغيير المياه والصيانة الدورية، إذ أنها ترى أنها مخصصة للغسيل والوضوء، وقد لا تجلب الضرر للطلاب والطالبات. وأضافوا أن المشكلة تتمثل في أن تظل المياه خلال الإجازات بخزاناتها دون حركة، كما أن دورات المياه في كثير من المدارس دون المستوى المطلوب، مطالبين بوقوف الهيئات الرقابية على وضعها. واستغرب عبدالله الفقيه، وعبدالرحمن الزيلعي، افتقار محافظة القنفذة لمختبر إقليمي لكشف السموم، والاكتفاء بارسال العينات إلى مختبر منطقة مكةالمكرمة، وضعف اللجان والمختبرات التي لم تكتشف المسبب إلا بعد شهر من ظهور الحالات. نتائج التحاليل - عدم وجود تسمم غذائي أو كيمائي - تلوث مياه الخزانات الأرضية للمدرسة - زيادة عدد البكتيريا في الهواء وخاصة بدورات المياه