توعدت الولاياتالمتحدة بمزيد من الأعمال العسكرية على مواقع للنظام السوري، ردا على استخدام الأخير للأسلحة الكيماوية على مواقع مدنية في خان شيخون بريف إدلب. فيما تصاعدت حدة الاشتباك اللفظي بين الولاياتالمتحدةوروسيا، لدرجة دفعت وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى وصف موسكو بالفاشلة في تنفيذ التزاماتها بموجب القانون الدولي. قراءة خاطئة قالت المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة، نيكي هايلي، في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي إن بلادها «مستعدة لفعل المزيد، لكننا نأمل ألا يكون ذلك ضروريا»، مشددة على أن واشنطن «لن تقف مكتوفة الأيدي عند استخدام أسلحة كيماوية، من مصلحة أمننا القومي منع انتشار واستخدام الأسلحة الفتاكة». وأضافت أن نظام الأسد استخدم هذه الأسلحة المحرمة دوليا عدة مرات ضد المدنيين العزل، و«أنه كان يعتقد أنه سيفلت من العقاب كما في المرات السابقة، لأن روسيا ستقف وراءه من خلال استخدام الفيتو، لكن قراءته للواقع كانت خاطئة. فأعمال الأسد وجرائمه ضد الإنسانية لن تمر دون عقاب»، وأضافت «وزر الجريمة لا يتحمله نظام الأسد فقط، بل كذلك النظام الإيراني الذي يدعمه، والحكومة الروسية التي تستخدم الفيتو كل مرة يتجاوز فيها الأسد للتغطية على الجرائم. وروسيا ربما كانت تسمح عن علم باستمرار وجود السلاح الكيماوي في سورية، وربما كان الأسد يتلاعب بها ويضللها، مضيفة أن الولاياتالمتحدة لن تسكت بعد الآن على تجاوزات النظام». الفشل الروسي وصف وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، روسيا بأنها «فشلت في تحمّل مسؤوليتها بسورية، والوفاء بما التزمت به منذ عام 2013 كضامن لعدم وجود أسلحة كيماوية لدى نظام الأسد»، وأضاف «موسكو تعتبر متواطئة أو غير مؤهلة ببساطة للوفاء بالتزامها». وتابع «الأسد واصل استخدام الأسلحة الكيماوية في هذه الهجمات، دون أن يواجه بأي رد من المجتمع الدولي، فبات استخدام تلك الأسلحة عادياً بالنسبة إليه، ويمكن أن يعتمده آخرون في وقت لاحق، لذلك من المهم اتخاذ بعض الإجراءات بالنيابة عن المجتمع الدولي، للتوضيح أن استخدام الأسلحة الفتاكة لا يزال يشكل انتهاكاً للقواعد الدولية. ولا شك في أن توافر هذا النوع من الأسلحة في سورية يمثّل أحد التهديدات الوجودية التي نشهدها على أرض الواقع في سورية، وينبغي تأمين تلك الأسلحة وعدم تركها تقع بين أيدي من سيجلبونها إلى شواطئنا لإيذاء المواطنين الأميركيين. حزمة خيارات أكد البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترمب ما زال يملك الكثير لفعله في إطار مساعيه لردع نظام الأسد، وأن في يديه حزمة خيارات، مشيرا إلى أنه لن يتم الكشف عن الخطوات المقبلة المتعلقة بسورية، واصفا الضربة الصاروخية لقاعدة الشعيرات في حمص بأنها مبررة وتمثل رسالة واضحة. وقال المتحدث باسمه، شون سبايسر، في موجز صحفي، إن العملية العسكرية الأخيرة لقيت ترحيبا من دول العالم، وإن تلك الدول «فهمت أن الولاياتالمتحدة تصرفت بشكل مناسب. والضربة بعثت رسالة واضحة للأسد، وأن ترمب يعتقد أن على دمشق الالتزام بالاتفاقيات التي تم توقيعها وتقضي بعدم استخدام الأسلحة الكيماوية، وقرار الرئيس كان حاسما للغاية وواضحا بشأن ما يعتقد أنه ينبغي القيام به». واستدرك سبايسر بأنه لا تزال هناك إمكانية لبناء تعاون مشترك مع موسكو لمحاربة تنظيم داعش، وأن يتم التوافق على عدم استخدام الأسلحة المحرمة دوليا ضد الشعب السوري. ترمب يطلع خادم الحرمين على تفاصيل العملية الرياض: واس أطلع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، خلال اتصال هاتفي على تفاصيل الضربة التي نفذتها الولاياتالمتحدة ضد أهداف عسكرية محددة في سورية، وهنأ الملك سلمان ترمب على هذا القرار الشجاع، مؤكدا أنه يصب في مصلحة المنطقة والعالم. كما جرى خلال الاتصال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين واستعراض الأوضاع في المنطقة والعالم. وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، قد عبر عن تأييد المملكة الكامل للعمليات العسكرية الأميركية على أهداف عسكرية في سورية، رداً على استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين الأبرياء، في خان شيخون بريف إدلب، والتي أودت بحياة العشرات منهم، بينهم أطفال ونساء، والتي تأتي استمراراً للجرائم البشعة التي يرتكبها هذا النظام منذ سنوات ضد الشعب السوري. وحمّل المصدر نظام الأسد مسؤولية تعرض سورية لهذه العمليات العسكرية، مؤكدا أن القرار الأميركي يمثل رداً على جرائم هذا النظام تجاه شعبه في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن إيقافه عند حده.