بينما تتسارع العمليات العسكرية للقضاء على تنظيم داعش في مدينة الموصل، يعقد اتحاد القوى العراقية، ممثل المكون السني، اجتماعا لزعمائه وقادته الخميس المقبل في بغداد، للاتفاق على اعتماد استراتيجية عمل لمرحلة ما بعد داعش (تنظيم الدولة الذي يقوده أبو بكر البغدادي)، وتوحيد المواقف تجاه القضايا والمستجدات المحلية والإقليمية. وكان الاتحاد قد أعلن في وقت سابق تشكيل حزب سياسي باسم «اتحاد القوى العراقية الوطنية»، لخوض الانتخابات المحلية والتشريعية في سبتمبر المقبل، فيما قام رئيس الحكومة السابقة زعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي بالتواصل مع شخصيات عشائرية دينية وسياسية سنية، وقادة الصحوات، بغرض تحريضها على تشكيل كيانات مستقلة، بهدف تشتيت أصوات سنة العراق أثناء خوض الانتخابات المحلية المقبلة. خارطة طريق قال القيادي في الاتحاد صلاح الجبوري، إن الاجتماع سيحضره قادة وزعماء القوى السياسية الممثلة للمكون السني، فضلا عن مسؤولين محليين من محافظات صلاح الدين، والأنبار، ونينوى، وديالى، وأنه سيسعى لتحقيق الإصلاح السياسي والاتفاق على خريطة طريق ترسم ملامح مرحلة ما بعد داعش، في ضوء وثيقة الإصلاح التي قدمها الاتحاد لبعثة الأممالمتحدة في العراق، لتحديد موعد لخوض مفاوضات مع الشركاء، للخروج بتوصيات تكون ملزمة لجميع الأطراف للتوجه نحو بناء الدولة، لافتا إلى أن الاجتماع سيبحث أيضا تقويم العملية العسكرية لتحرير الجانب الأيمن من مدينة الموصل ومساعدة النازحين، وإعادة المهجرين من مناطقهم إلى أماكن سكنهم. دعوات للتغيير أوضح الناشط المدني أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، حسن هادي، أنه على مدار السنوات التي أعقبت الإطاحة بالنظام السابق، تزايدت الرغبة في تحقيق التغيير سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، داعيا إلى تعديل النظام الانتخابي لضمان التعبير عن الإرادة الشعبية في تحقيق الإصلاح. وقال إن الخيار الوحيد لتجاوز أخطاء السنوات الماضية هو تشكيل نخب سياسية تتبنى استراتيجية جديدة تعزز قيم الديمقراطية في العراق، والانفتاح على دول الجوار العربي، والحد من التدخل الإيراني في الشأن العراقي. يذكر أن العراق شهد منذ منتصف عام 2014، اندلاع مظاهرات شعبية، تطالب بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية. معركة الموصل أعلنت القوات العراقية تحرير حي المطاحن في الساحل الأيمن من الموصل، وأشار قائد عمليات نينوى، اللواء نجم الجبوري، إلى التنسيق مع الجانب الأميركي لاستخدام تكتيكات جديدة للقضاء على ما تبقى من عناصر تنظيم داعش في الجانب الغربي من المدينة، حفاظا على أرواح المدنيين، مبينا أنه تم الاتفاق على تقليل عدد الغارات الجوية واللجوء إلى تكتيكات جديدة، تتمثل في إعادة انتشار القوات لزيادة الدعم في المناطق المحيطة بغرب الموصل، بدل الزحف جنوبا باتجاه المدينة القديمة. وطبقا لمصادر عسكرية قدرت أعداد المدنيين في الجانب الأيمن من الموصل بأكثر من 400 ألف شخص، تستخدمهم عناصر تنظيم داعش دروعا بشرية ويواجهون ظروفا إنسانية صعبة، جراء نقص الغذاء والدواء وانعدام الخدمات الأساسية.