ضمن مهرجان «أتاريك» الذي تتواصل فعالياته حاليا في» تاريخية جدة» عرض عدد من أصحاب المتاحف الخاصة بعض ما يملكون من مقتنيات. أسماك وأصداف من المتاحف الخاصة المتنقلة التي لفتت أنظار الزوار «متحف رضوى التراثي» الخاص والمرخص من الهيئة العامة للسياحة والآثار منذ ثماني سنوات، والذي يمتاز بإلقاء الضوء على الأسماك البحرية النادرة والخطرة في البحر الأحمر، بالإضافة لمقتنيات خاصة بالصيد، وأوراق ثبوتية، وجوازات سفر قديمة للبحارة الذين زاروا عددا من مدن المملكة تعود لمئات السنين، وعدد كبير من اللؤلؤ والأصداف النادرة التي استخرجها البحارة القدماء.
البداية في الحراج قال صاحب متحف «رضوى» سالم الحجوري ل«الوطن» إن المتحف بمجمله ثمرة مجهود لسنوات طويلة من التجميع والاقتناء، من خلال البحث المستمر والأسفار المستمرة داخل وخارج المملكة، وقد جاءت فكرة تأسيسه وتكوينه قديما، حيث عمل والدي دلالا في سوق الخردة بالمدينة المنورة، وكان السوق في ذلك الوقت يشهد رواجا كبيراً في المجتمع المديني، وكنت وقتها حدثا صغيرا ملتصقا بوالدي أحرص على مرافقته والوقوف معه في الحراج، وكان رحمه الله يحثني على تجميع الصحف والكتب التي تقع تحت يده في الحراج، وهي في الغالب تصدر من مصر ولبنان ويبيعها «الجلابة» للسوق في ذلك الوقت، وكان والدي يهدف بعفوية إلى تعلقي بالقراءة والكتابة بالمقام الأول، وكنت أبيع بعضها في ساحة الحرم النبوي الشريف، لكن هذه البداية حببتني باقتناء التراث، مما ساعدني على امتلاك مجموعات لابأس بها من الورقيات أسست عبرها متحفا صغيرا في منزلنا بالمدينة المنورة، وبعد أن انتقلت إلى ينبع واستقررت فيها، قمت بتأسيس المتحف من جديد، وبدأت مرة أخرى بإنشاء متحف خاص بالكتب والمجلات والعملات الورقية والمعدنية، إضافة إلى عرض نماذج من الأسماك النادرة والخطرة في البحر الأحمر، وتطور الحال بعد ذلك وأدخلت القطع التراثية، وتنوعت مكونات المتحف وتم الترخيص له بعد سنوات من تأسيسه، ليكون بذلك أول متحف مرخص رسمياً في محافظة ينبع.