وسط حضور كبير ضم جميع طبقات مجتمع ينبع، وفي مساء أعاد للمحافظة واهلها ذكريات ماضي الآباء، وتحت شعار «تراث الاجداد رصيد الاحفاد» دشن محافظ ينبع إبراهيم بن شخبوط السلطان مساء امس الأول بمنطقة سوق الليل القديم بينبع، وبحضور عدد كبير من مدراء الجهات الحكومية والشركات الصناعية انطلاق فعاليات مهرجان المشي من أجل الصحة «التسنيدة 3» الذي تنظمه هذا العام لجنة التنمية السياحية بمحافظة ينبع بالتعاون والتنسيق مع ادارة التربية والتعليم بالمحافظة وبدعم عدد من الجهات الحكومية والشركات الصناعية. وقام محافظ ينبع ابراهيم السلطان بجولة ميدانية اطلع خلالها على ما يضمه السوق من فعاليات واجنحة تمت اقامتها بهذه المناسبة شارك فيه العديد من المدارس بينبع كما تعرف من القائمين عليها على ما يضمه كل جناح، حيث ضم الموقع العديد من الاجنحة الثراثية التي ربطت ابناء محافظة ينبع بماضي آبائهم وأجدادههم وتعريفهم بكافة الوسائل التي كانوا يستخدمونها في السابق في حياتهم اليومية البسيطة، وفي أعمالهم ومهنهم وحرفهم التي كانت مصدر رزقهم، كما ضم السوق العديد من الاجنحة المختلفة من بينها جناح المأكولات الشعبية التي تشتهر بها محافظة ينبع، وكذلك جناح خاص بمتحف رضوى الأثري الذي شارك به سالم الحجوري احد المهتمين بجمع الثراث القديم، حيث يحتوي المتحف على العديد المقتنيات التراثية القديمة بالاضافة لجناح يمثل نموذج ل»لمركاز»، وهو المكان الذي كان يجتمع فيه ابناء ينبع قديما، كما تم بهذه المناسبة افتتاح سوق الليل الذي يعد واحدا من الأسواق الشعبية المشهورة بمحافظة ينبع يعود تاريخه لما يزيد عن قرنين من الزمن، وكان عامرًا بدكاكينه ومرتاديه إلى ما قبل ثلاثين سنة مضت، ويعتبر هذا السوق مخصص لأنواع معينة من السلع التي يحتاجها صيادو الاسماك مثل السمك الجاف والصرنباق والبصر والأصداف، بالاضافة لبيع العسل والسمن البلدي وتمر المجلاد والحناء والملوخية والبن والهيل والأبازير وكذلك بيع بعض المنتجات الاخري وبعض أدوات الصيد التي يستخدمها البحارة عند نزولهم للبحر فيما تم تخصيص جناح للسيدات لبيع الأزياء التراثية والأكلات الينبعاوية المعدة في المنازل. وألقى عبدالرحيم الزلباني مدير ادارة التربية والتعليم بينبع سابقا وصاحب فكرة التسنيدة كلمة رحب من خلالها بجميع الحضور واشار الى ما يمثله هذا اللقاء في هذا المكان التليد، قائلا: إنه يسمو بعواطف اودعناها وما تركنا فيها من حياتنا من ذكريات جميلة وكائني في هذا المساء والقلوب تلتفت والافئدة تصغي وتنبثق للعيون صورا تقف امامها الالفاظ والجمل والعبارات عاجزة عن وصفها المشاعر لذكريات هذا المكان الذي ترون من خلاله جدران مائلة وغرفا خاوية كأن لم يكن بها انيس ولم يسمر بها سامر. وأضاف الزلباني ان بين التسنيدة وهذا المكان تلازما كبيرا، فمن هذا المكان كان يسند الناس واليه يحدرون وتعود التسنيدة والعود أحمد لتنطلق من هُنا لتحرك في النفوس معاني جميلة من الوفاء وحسن الجوار والتلاحم الاجتماعي وغيرها من القيم التي تكاد تختفي احيانًا، مضيفًا الى ان التسنيده تعد موروث وتراث ينبعي يعني الانتقال من ينبع البحر الى ينبع النخل مشيًا على الاقدام، مضيفا الى ما تمثله رياضة المشي على الاقدام من فوائد واهمية. وفي ختام اللقاء قدم محافظ ينبع الشكر لكافة ابناء المحافظة، وخص بذلك كافة الجهات الداعمة والراعية لانجاح هذه الفعاليات، عقب ذلك القيت قصيدة شعرية لرئيس لجنة أصدقاء التراث عواد الصبحي، والتي نالت إستحسان الحضور، ثم شاهد الجميع عرضا مرئيا يحكي بداية التسنيدة. وفي ختام الحفل الذي اشتمل على العديد من الفقرات والالوان الشعبية، قام محافظ ينبع بتكريم عدد من الجهات الحكومية والشركات الراعية والداعمة لانجاح هذه الفعاليات، كما كرم جريدة «المدينة» كراعي إعلامي للمهرجان.