تفضل خادم الحرمين الشريفين بتسليم الفائزين جوائزهم، إذ سلّم جائزة الملك فيصل العالمية «فرع الدارسات الإسلامية» للدكتور رضوان السيد من لبنان، نظير جمعه في أعماله ودراساته بين الاطلاع المدقق الواسع على التراث العربي الإسلامي الفقهي والسياسي، والإحاطة بمنهجيات البحث الحديثة. كما سلّم جائزة الملك فيصل العالمية عن فرع اللغة العربية والأدب، للدكتور خالد الكركي رئيس مجمع اللغة العربية الأردني، تقديرا لجهود المجمع العلمية المميزة في ترجمة العلوم والتقنية، ونقل المصطلحات العلمية، ووضعها في السياق العربي، وإدخال التعريب في التعليم الجامعي في الوطن العربي، سعيا إلى توطين العلم والتقنية. وسلّم جائزة فرع الطب للبروفيسور تادامتسو كيشيموتو من اليابان، الذي يشغل حاليا منصب أستاذ المناعة في مركز فرونتير لأبحاث المناعة بجامعة أوساكا باليابان، نظير دوره الرائد في اكتشاف وتطوير علاج بيولوجي جديد وناجع لأمراض المناعة الذاتية، حيث عكف أكثر من ثلاثين عاما على البحث والدراسة، إلى أن اكتشف انترلوكين-6 المعروف بمنظم الالتهابات والمناعة، وتمكّن من تحديد وظيفتة الفسيولوجية، ودوره في أمراض الالتهابات المناعية الذاتية. وسلّم جائزة فرع العلوم «فيزياء بالمشاركة»، كلا من الدكتور دانيال لوس من سويسرا والدكتور لورينس مولينكامب من هولندا، إذ تم منح الجائزة للأول كونه من أهم رواد النظرية الخاصة بديناميكية دوران الإلكترونات وتماسك الدوران في النقاط الكوانتية وتطبيقاتها الممكنة في الكومبيوترات الكمية. والفكرة من وراء ذلك هي الاستفادة من خاصية دوران الإلكترونات المحجوزة في النقاط الكوانتية لتكون بمثابة أرقام ثنائية كوانتية «bits». وقد مهدت أعماله لكثير من التجارب المهمة، مما فتح المجال نحو تطوير حواسيب قوية من ناحية سرعتها وقدرتها على تخزين المعلومات. كما سلّم الجائزة بالمشاركة ل«مولينكامب» نظير إسهامه بدرجة كبيرة في المجال التجريبي لعلم دوران الإلكترونات، وقد تضمنت أعماله اكتشاف طرق مبتكرة لحقن الشحنات المستقطبة بواسطة الدوران في أشباه الموصِّلات، مع إمكان استخدام وسائل تخزين ممغنطة، ومعالجة حالات الدوران. وقد نجح البروفيسور مولينكامب تجريبيا في تأكيد نظرية تأثير دوران هال الكوانتي، مما يعزز مجال العوازل الكوانتية. وقد عبر الفائزون عن فخرهم واعتزازهم بجائزة الملك فيصل العالمية التي نالوها، مستعرضين جهودهم العلمية وأبحاثهم في فروع الجائزة المختلفة، ونوهوا بما تقدمه جائزة الملك فيصل العالمية من تشجيع للباحثين والمختصين في مجالاتهم العلمية. بعد ذلك، شرّف خادم الحرمين الشريفين حفل العشاء الذي أقيم بهذه المناسبة.