كرم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مساء الثلثاء الماضي الفائزين بجائزة الملك العالمية، وسط حضور كبير. والفائزون هم الدكتور رضوان السيد، الذي قررت لجنة الاختيار منحه الجائزة وموضوعها «الفكر السياسي عند المسلمين حتى القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي»، لجمعه في أبحاثه ودراساته بين الاطلاع المدقق الواسع على التراث العربي الإسلامي الفقهي والسياسي، وبين الإحاطة بمنهجيات البحث الحديثة. وامتياز بحوثه الأكاديمية بمنهجية علمية دقيقة ومواءمته المميزة بين الأصول الفكرية السياسية الإسلامية وبين الواقع العربي الإسلامي، وتعدد الدراسات التي قدمها في الفكر السياسي عند المسلمين لتشمل مواضيع الحكم والسلطة والدولة والمجتمع والأمة وعلاقتها بالواقع الإسلامي التاريخي. ومجمع اللغة العربية في الأردن، الذي منح الجائزة تقديراً لجهوده العلمية المميزة في ترجمة العلوم والتقنية، ونقل المصطلحات العلمية ووضعها في السياق العربي، وإدخال التعريب في التعليم الجامعي في الوطن العربي سعياً إلى توطين العلم والتقنية، وهي غاية تسعى إليها المؤسسات العلمية في الوطن العربي، ولإسناد هذا العمل إلى مترجمين، جمعوا بين العلم في التخصص الدقيق، والمعرفة العميقة باللغتين العربية والإنكليزية، فكان عملهم عملاً مؤسسياً هيأت له أسباب النجاح. والبروفيسور تاداميتسو كيشيموتو (ياباني الجنسية) ومنح الجائزة لدوره الرائد في اكتشاف وتطوير علاج بيولوجي جديد وناجع لأمراض المناعة الذاتية. وعمله المتواصل على مدى أكثر من 30 عاماً، مكنته من اكتشاف انترلوكين 6- (منظم الالتهابات والمناعة) ومستقبلاته ومساراته. كما حدد الوظيفة الفسيولوجية لأنترلوكين 6-، ودوره في أمراض الالتهابات المناعية الذاتية. وتطويره لأجسام مضادة لمستقبلات انترلوكين 6-، واستخدامها كعلاج بيولوجي، وقد تمت أول استخداماته الإكلينيكية المرخصة في علاج مرض التهاب المفاصل الروماتويدي. والبروفيسور لورينس مولينكامب الذي حاز الجائزة لكونه أسهم بدرجة كبيرة في المجال التجريبي لعلم دوران الإلكترونات. وقد تضمنت أعماله اكتشاف طرق مبتكرة لحقن الشحنات المستقطبة بواسطة الدوران في أشباه الموصِّلات، مع إمكان استخدام وسائل تخزين ممغنطة، ومعالجة حالات الدوران. وقد نجح البروفيسور مولينكامب تجريبياً في تأكيد نظرية تأثير دوران هال الكوانتي، مما يعزز مجال العوازل الكوانتية ويمثل شكلاً جديداً من أشكال المادة الكوانتية. والبروفيسور دانيال لوس ومنح الجائزة لكونه من أهم رواد النظرية الخاصة بديناميكية دوران الإلكترونات وتماسك الدوران في النقاط الكوانتية وتطبيقاتها الممكنة في الكومبيوترات الكمية. والفكرة من وراء ذلك هي الاستفادة من خاصية دوران الإلكترونات المحجوزة في النقاط الكوانتية لتكون بمثابة أرقام ثنائية كوانتية (bits). وقد مهدت أعماله للعديد من التجارب المهمة. كما أسهم البروفيسور لوس في نظرية الكومبيوتر الكوانتي باستخدام دوران الإلكترونات في النقاط الكوانتية كأرقام ثنائية كوانتية، ما فتح المجال نحو تطوير حواسيب قوية من حيث سرعتها وقدرتها على تخزين المعلومات.