وسط تصعيد عسكري من قبل قوات النظام السوري المدعومة بالمروحيات الروسية ضد فصائل المعارضة في عدد من المناطق، بدأت أمس الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف المتعلقة بالأزمة السورية، فيما ينتظر أن تشهد المفاوضات مناقشة المسائل الجوهرية بعد محادثات تمهيدية، جرت أول من أمس، مع الوفود المشاركة. وأشار المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط إلى رغبة وفد المعارضة السورية بالخوض في مفاوضات مباشرة تفضي إلى حل سياسي للأزمة في سورية، كاشفا عن تلقي تعهدات من قبل المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بأن الجولة الحالية ستتطرق بشكل مباشر لعملية الانتقال السياسي، مطالبا إياه بالوفاء بتلك التعهدات. يأتي ذلك فيما التقى المبعوث الأممي لسورية ستيفان دي ميستورا أمس في مقر الأممالمتحدةبجنيف بالأطراف التي تمثل الأزمة في سورية، وذلك بعد عودته من جولة لقاءات كان أجراها في موسكو وأنقرة والرياض، تحضيرا لهذه الجولة من المفاوضات السورية. وكان مساعد المبعوث الأممي إلى سورية، رمزي عز الدين رمزي، قد أعلن في وقت سابق أنه التقى بأطراف الأزمة السورية بجنيف، وأن المناقشات تناولت جميع القضايا التي تحتاج إلى توضيح قبل البدء رسميا، داعيا لانتظار ما ستسفر عنه المفاوضات الرسمية، فيما قالت مصادر إن هناك اختلافا كبيرا بين وفد النظام والمعارضة بشأن الأولويات، فالمعارضة تصر على نقاش الانتقال السياسي، بينما يقول وفد النظام إن هجوم المعارضة العسكرية في حماة ودمشق يقوض الحل السياسي. يذكر أن جولات التفاوض السابقة لم تحقق أي تقدم، في حين انتهت الجولة الأخيرة في الثالث من الشهر الحالي بإعلان دي ميستورا الاتفاق للمرة الأولى على جدول أعمال «طموح» من أربعة عناوين رئيسية، على أن يجري بحثها «في شكل متواز»، هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب. وأضيف البند الأخير بطلب من دمشق. لكن الغموض يحيط بآلية وكيفية بحث هذه العناوين الكبرى مع تباين أولويات كل من الوفد الحكومي ووفد المعارضة الرئيسي ورؤيته للحل السياسي. تقدم ميداني قالت مصادر عسكرية إن فصائل المعارضة واصلت تقدمها في ريف حماة الشمالي، وسط غارات كثيفة وعنيفة من الطيران الحربي والمروحي للنظام وروسيا، فيما شهد حي جوبر شرقي العاصمة دمشق اشتباكات عنيفة بعد هجوم للنظام من جهة كراج العباسيين، ومعامل الغزل والنسيج. وأشارت المصادر إلى أن المعارضة حققت تقدما خلال أكبر هجوم تشنه منذ شهور، حيث استولت على نحو 40 موقعا من جيش النظام، وذلك منذ بداية هجوم حماة في وقت متأخر من مساء الثلاثاء الماضي. وأضافت أن قوات المعارضة تقدمت حتى صارت على بعد بضعة كيلومترات من مدينة حماة وقاعدتها الجوية العسكرية. اشتباكات دمشق أعلنت هيئة تحرير الشام سيطرتها الكاملة على بلدة قمحانة الإستراتيجية التي تسيطر على الطريق الدولي الذي يربط حلب وحمص. وذلك بعد أن كانت استهدفت بعربة ملغمة مواقع لقوات النظام السوري وسط البلدة التي تعد إحدى أبرز القرى التي تتحصن فيها قوات النظام في المنطقة ويفصلها أقل من كيلومترين عن جبل زين العابدين، أبرز الخطوط الدفاعية عن مدينة حماة. في هذه الأثناء أشارت مصادر إلى تجدد الاشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظام في العاصمة دمشق، مشيرة إلى أن الاشتباكات اندلعت عقب صد المعارضة المسلحة هجوما واسعا لقوات النظام من جهة كراج العباسيين، ومعامل الغزل والنسيج. وأضافت المصادر أن المعارك تخللها قصف جوي ومدفعي استهدف مواقع المعارضة في حي جوبر، كما طال القصف مدينة عربين في الغوطة الشرقية المُحاصرة ما تسبب بإصابة عدد من المدنيين بإصابات متفاوتة.