بين طرقات مشعر منى بعد مغادرة الحجاج منها، شاهد فريق "الوطن" إفريقيات وسط نفايات المخيمات يبحثنّ عن بعض بقايا الطعام وينبشن القاذورات للبحث عن شيء يمكن تسويقه من النفايات. عدد منهن تنبهن لتواجدنا فحاولنّ الهرب من عدسة الكاميرا لكي لا يفضح أمرهنّ، ومن شدة حرصهنّ جعلنّ أبناءهنّ يراقبون الطرقات وينبهوهن ب"التصفير" عند اقتراب سيارة الجوازات أو أفراد من رجال الأمن. جواهر "37 عاما" والتي تحمل خلف ظهرها ابنها البالغ 10 أشهر بصحبة زوجها حمود "47 عاما" منهمكة في البحث في مخلفات الحجاج وحول مخيمات مؤسسات حجاج الداخل ومؤسسات الطوافة على الرغم من المياه الراكدة التي خلفتها الأمطار بمشعر منى أمس، وما تحمله تلك البيئة من أمراض وانتشار للروائح. قال لنا حمود وزوجته جواهر: "سكنّا مكةالمكرمة منذ ثلاث سنوات، ونظرا لأحوالنا المادية السيئة فإننا نعد موسم الحج مغريا للظفر بحاجاتنا اليومية والأثاث، فخلال الأيام الماضية استطعنا أن نوفر احتياجاتنا من البطانيات والفرش، خصوصا مع دخول موسم الأمطار والشتاء". وأضافا: "وجدنا كثيرًا من الفواكه فما أن نحصل على تلك الأشياء حتى نستدعي أقاربنا للمساعدة حيث يحملون إلى مقر سكننا في أعلى جبل المصافي بمنطقة أجياد كل ما خف وزنه وارتفع ثمنه على أن نعود بعد انتهاء الحج إلى فرزها وتوزيعها على الأقارب وبيع ما يمكن بيعه والانتفاع بثمنه". ورصدت "الوطن" خلال أيام التشريق ارتفاع معدلات النفايات ومخلفات الحجاج حول المخيمات بشكل كبير أسهم في انتشار الذباب والروائح ومع تلك الموانع إلا أنها لم تثن الإفريقيات عن نبش القمامة.