كشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة «درهام» في المملكة المتحدة، بالاشتراك مع معرض أدنبرة الدولي للكتاب وصحيفة Guardian، أن أكثر من خمس القراء يسمعون ويشعرون بأصوات أو أفكار شخصيات أبطال الروايات والقصص التي يقرؤونها، ويقول شخص ممن شملتهم الدراسة: أعتقد أنني سمعت صوت (غاندالف)، وهو الساحر في رواية سيد الخواتم، أو دمبلدور شخصية الساحر في سلسلة هاري بوتر، يعطيني بعض الحكم كأنه معي في الواقع، ويضيف: إذا رسخ في ذهني صوت بطل قصة أو رواية، أشعر بأنه يؤثر في حياتي. تشير بعض الدراسات إلى أن الكثير من الناس قد يتعلقون بشخصيات في القصص أو الروايات، خصوصا تلك الشهيرة منها. ويؤكد الكاتب كيفين لوريا في موقع businessinsider أن هناك قراء يقولون إنهم يسمعون أصوات الشخصيات حينما يقرؤون بعض القصص الخيالية وغير الخيالية. ويقول: ووفقا لدراسة أجراها باحثون من جامعة «درهام» في المملكة المتحدة بالاشتراك مع معرض «أدنبره» الدولي للكتاب وصحيفة «Guardian» فإن أكثر من خمس القراء يسمعون ويشعرون بأصوات أو أفكار الشخصيات في حياتهم العادية حتى وإن لم يكونوا يقرؤون لحظتها، وهذا ما يطلق عليه العلماء اسم «العبور التجريبي». أصوات السحرة يقول شخص ممن شملتهم الدراسة «أعتقد أنني سمعت صوت (غاندالف) وهو الساحر في رواية سيد الخواتم، أو (دمبلدور) شخصية الساحر في سلسلة هاري بوتر، يعطونني بعض الحكم كأنهم معي في الواقع، أو ربما سمعت صوت (إيفان كارمازوف)، سوف أعيد تذكره بكل احترام، كردة فعل على الظلم في هذا العالم». ويضيف «إذا رسخ في ذهني صوت بطل قصة أو رواية أشعر أنه يؤثر في حياتي، فأجد نفسي أفكر في ذلك الصوت، وأقلد شخصية العمل الأدبي أثناء قيامي بأنشطة اعتيادية». محاط بالبطلة وصف مشارك آخر في الدراسة ردة فعله عند قراءته لمؤلفات الروائية الإنجليزية فيرجينيا وولف بالقول «في فبراير الماضي عندما كنت أقرأ رواية مسز دولوي لمؤلفتها فيرجينيا وولف، وأكتب تقريرا عنها، شعرت بأنني محاط ببطلة الراوية كلاريسا دولوي. لقد سمعت صوتها أو تخيلت ردود فعلها تجاه مواقف مختلفة. فمثلا أكون ماشيا باتجاه ستاربكس وأتخيل ردة فعلها». التأثير على التخيل يعلق الكاتب كيفين لوريا بالقول «إن وجدت نفسك يوما ما تواجه حالة ما كما تواجهها شخصيتك المفضلة في كتاب ما، فأنت لست وحدك، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن معظم الناس يسمعون أصواتا وكأنهم يتكلمون بصوت مرتفع»، وأضاف لوريا «ذكر واحد من بين كل سبعة أفراد في الدراسة أن الأصوات التي يسمعونها مرتفعة جدا، أي كأنهم في نفس الغرفة. ولكن معظم وباقي الحالات ذكروا أنها أقل وضوحا بكثير من ذلك». ويبدو أن إصدارات الأفلام المقتبسة من الروايات مثلا تؤثر في الطريقة التي يتخيلها القراء وأصوات شخصياتهم، وذكر شخص آخر في الدراسة «عادة عندما أكون قد شاهدت الفيلم قبل أن أقرأ الكتاب، ستكون الأصوات في عقلي للشخصيات هي أصوات الممثلين عندما أبدأ بقراءة الكتاب». شارك في الدراسة حسب «كيفين لوريا» أشخاص لهم اهتمامات كبيرة بالقراءة، حيث تم اختيارهم من زائري معرض «أدنبرة» للكتاب، وعبر إعلانات في الكتب وقسم العلوم في «Guardian». قوة الأدب يقول لوريا «ليس مفاجئا أن القراء يسمعون شخصيات الأعمال الأدبية، فمن المنطقي أن السارد للقصة وأصوات جميع من هم موجودون في القصة تظهر وتطبق في الواقع، وهذا ما تعنيه (قصة لا تنتهي) (The Neverending Story). حينما يكون الكتاب جيدا جدا، تبدأ في التفكير في الأصوات الموجودة داخله». لكن الدراسة تضيف فكرة أخرى، وهي أنه من الممكن جدا أن تبدو الشخصيات الخيالية حقيقية في ذهن القارئ. وقد وجدت أبحاث علمية في علم الأعصاب أن أجزاء من الدماغ المختصة والمرتبطة بسماع الأصوات تصبح نشطة عندما يقرأ الناس حوارات ساخنة، وهذا يدل على وجود قوة للأدب، والتي من الممكن أن تكون مميزة وفريدة من نوعها.