في الوقت الذي اتهم فيه هواة الطقس هيئة الأرصاد وحماية البيئة باحتكار المعلومات وحجبها عنهم من خلال تشفير المواقع وتحكمها بالرادارات، دافعت الهيئة بأن الحجب ليس مقصودا، وأن أغلب مناطق المملكة مغطاة بالرادارات، ولا تتوقف إلا عند وجود عطل بسبب الصيانة أو تبديلها بجديد. وتتجه هيئة الأرصاد وحماية البيئة إلى فرض رسوم على معلومات الطقس التي تقدمها الرئاسة. تذمر عدد من هواة الطقس في المملكة من تعطيل هيئة الأرصاد وحماية البيئة رادارات الأمطار، والتي كان آخرها رادار الجوف الذي يعتبر من أهم الرادارات في المملكة، لأنه يرصد الحالات الجوية الشمالية كاملة، إضافة إلى احتكار المعلومات وحجبها عنهم من خلال تشفير المواقع وتحكمهم بالرادارات، فيما نفى مساعد المتحدث الرسمي لهيئة الأرصاد نواف الشريف ل«الوطن»، وجود حجب مقصود لهواة الطقس، مؤكدا أن الهواة يأخذون المعلومات من الهيئة. وأوضح أن أغلب مناطق المملكة مغطاة بالرادارات، لافتا إلى أنها غالبا لا تتوقف إلا لعمل صيانة أو تبديلها بجديد. حجب الرادارات أكد الخبير الجوي والباحث في الظواهر المناخية، عضو لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة، زياد الجهني ل«الوطن» أن هيئة الأرصاد تتعمد حجب الرادارات عن هواة الطقس، حتى تمنعهم من المتابعة، لتكون هي المتابع الحصري للحالات الجوية، مبينا أنه لا يوجد مبرر مقنع لحجبهم صور رادارات الطقس، موضحا أن الهيئة أعلنت عن فرض رسوم على معلومات الطقس التي تقدمها. وقال «إن رادار حائل متوقف منذ نحو 6 سنوات، وعاد للعمل قبل شهر تقريبا، وكذلك بالنسبة لرادار الجوف الذي توقف عن العمل منذ شهرين ولم يتم تشغيله حتى الآن»، مبينا أنه الرادار الوحيد الذي يغطي الحدود الشماليةوالجوف، مشيرا إلى أن بقية الرادارات تعمل، ولكن أثناء الحالات الممطرة يتوقف بعضها، بسبب الضغط على الموقع. زيادة الأعداد أشار الجهني إلى وجود 13 رادارا موزعة في كل من جدة، وينبع، وجازان، وأبها، والباحة، والجوف، وحائل، والدمام، والرياض، والطائف، والدوادمي، وتبوك، والقصيم، مبينا أن هذه الرادارات لا تغطي كامل المناطق ومع ذلك تتعطل، وبالتالي تصعب متابعة الأرصاد قوة السحب التي على أساسها يتم إصدار التنبيهات والتحذيرات، مطالبا بزيادة عدد الرادارات، مضيفا أنه يتم استخدام رادارات الأردنوفلسطين لمعرفة حالة السحب على القريات. متابعة الرادارات أوضح الباحث في علوم الطقس والفلك نزيه الحيزان ل«الوطن»، أنه لا يعقل متابعة أجواء المملكة من رادارات دول الجوار، أو متابعة السحب وحرارتها في مواقع الطقس الأجنبية أو العربية، مشيرا إلى أن الهيئة هي التي تتحكم بالرادارات من ناحية حجبها على هواة الطقس أو تعطيلها، ثم وضع مبررات على ذلك، لتواكب المتابعات بنفسها. وبين أن رادار الجوف متوقف عن العمل منذ نحو شهرين، بالرغم من الوعود التي أطلقتها هيئة الأرصاد بفتحه خلال 20 يوما، موضحا أن السحب التي تكون غرب الجوف تتم متابعتها عن طريق رادار فلسطين. وأضاف الراصد الجوي وعضو لجنة تسمية الحالات المناخية علي مشهور، أن في كثير من الحالات الماطرة التي تمر بها المملكة يتم إقفال بعض الرادارات دون معرفة الأسباب، مشيرا إلى أن هناك نماذج أخرى ترصد تواجد السحب الماطرة، موضحا أن في آخر الحالات المطرية تم إقفال رادار أبها، وأيضا رادار جازان يقفل في أغلب الحالات المطرية القوية. لجان قانونية أكد نائب رئيس الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة أيمن غلام، ل«الوطن» أنه سيكون هناك نظام جديد لفرض رسوم على معلومات الطقس التي تقدمها الرئاسة، وعقوبات لردع المتجاوزين على معلومات الأرصاد، لتنظيم العمل، مبينا أن هناك لجانا قانونية تدرس أعمال النظام، وسيطبق بعد اعتماده من جهتهم. وأشار إلى أن رادار الجوف تحت الصيانة، والهيئة تواصلت مع الشركة المصنعة، حيث يحتاج الأمر إلى استيراد قطع من الخارج، والتي تتطلب أن تصنع ثم تشحن، ولا تكون جاهزة في السوق.