ساهم الارتفاع المفاجئ في أسعار خدمات المسالخ النظامية في الرياض في انتعاش نشاط المسالخ العشوائية، التي يديرها وافدون في بعض المواقع والساحات البعيدة عن الأنظار، رغم ملاحقة أمانة الرياض لهم، ومنعهم من مزاولة هذا النشاط، الذي تعتبره الأمانة مخالفا للاشتراطات الصحية. تضاعف الأسعار وكان عدد من سكان العاصمة، الذين ترددوا على المسالخ النظامية في الفترة الأخيرة، لاحظوا قفزة كبيرة في أسعار خدمات ذبح وسلخ الأنعام تجاوزت 120%، حيث كان سعر خدمات الذبح والتقطيع والتغليف لا يتجاوز 15 ريالا للخروف الواحد، لتقفز الأسعار إلى أكثر من 35 ريالا للأغنام، ويتضاعف السعر 3 مرات تقريبا للأبقار والجمال. واكتفت المسالخ بتعليق لافتات بالأسعار الجديدة على واجهة صناديق المحاسبة، فيما لم تعلق أمانة الرياض على هذه الأسعار ولا أسباب ارتفاعها، لكنها مستمرة في تنفذ حملات شبه أسبوعية على المسالخ العشوائية، لإزالتها من مواقعها ومطاردة العمالة الذين يديرونها. مسالخ عشوائية ورصدت «الوطن» خلال الأيام الماضية عددا من العمالة، وهم يمارسون ذبح الخراف، التي يحضرها لهم الزبائن في أطراف العاصمة وبالقرب من أسواق الماشية، ومن بينها طريق الدمام شرقا، حيث يستغلون المساحات الفضاء ومخططات الأراضي والأحواش المهجورة لممارسة نشاطهم. ورغم ملاحقة فرق ميدانية من أمانة الرياض لهؤلاء العمالة وإزالة مسالخهم العشوائية، إلا أنهم ما يلبثون أن يعودوا لنشاطهم بسبب الإقبال عليهم من الزبائن، الذين يعزف بعضهم عن ارتياد المسالخ النظامية لعدة أسباب، من بينها ارتفاع الأسعار مؤخرا، والازدحام الذي يحدث أحيانا داخلها وفي محيطها، وانبعاث الروائح الكريهة منها، فيفضل الزبائن المسالخ العشوائية في الهواء الطلق رغم افتقارها للشروط الصحية. تجنب الزحام وقال مواطنون التقت بهم «الوطن» في حي القادسية المحاذي لطريق الدمام، وهم يسلمون خرافهم للقصابين العشوائيين، إنهم أجبروا على التوجه للمواقع التي يمارس فيها القصابون نشاطهم، وذلك لعدة أسباب، منها قرب نشاطهم من سوق المواشي، حيث يشتري الزبون الخراف ويسلمها للقصابين، الذين ينقلونها في سياراتهم، ومن ثم يذبحونها ويقطعونها في بضع دقائق، لتكفيهم عناء الازدحام في الطرقات وصولا للمسالخ النظامية. وأضافوا أنهم عند وصولهم للمسالخ النظامية يصطدمون بارتفاع الأسعار، التي تتراوح بين 35 و40 ريالا للرأس الواحد بدلا من 15 ريالا سابقا، وهو مبلغ يرونه مرتفعا في ظل ازدحام المسالخ، وسوء صيانتها، حيث تنبعث منها الروائح الكريهة لمخلفات الذبائح، مطالبين الجهات الرقابية بالوقوف على الخدمات التي تقدمها تلك المسالخ، وإعادة النظر في الأسعار المرتفعة للخدمات.