تريد شركة «فيسبوك» المالكة لموقع التواصل الاجتماعي الذي يحمل الاسم نفسه، بسط سلطتها على مستوى العالم، ولكنها في الوقت نفسه تجاهلت كثيرا من المسؤوليات التي يتوجب عليها تنفيذها في حال رغبت في هذه السلطة التي أعلن عنها رئيس «فيسبوك» مارك زوكربيرج الأسبوع الماضي. طموحات عالمية طرح زوكربيرج مقالا في صفحته مكونا من 6 آلاف كلمة ويحمل عنوان «بناء المجتمع العالمي». وكانت طموحاته عالمية وأسلوبه يملؤه الحماس. وكتب رئيس «فيسبوك»: «فرصنا الأعظم أصبحت الآن فرصا عالمية، مثل نشر السعادة والحرية، وتعزيز السلام والتفاهم، وإنقاذ الناس من الفقر والتقدم في العلوم. كما أن تحدياتنا الأصعب تحتاج إلى تجاوب عالمي، مثل إنهاء الإرهاب ومحاربة التغير المناخي والوقاية من الأوبئة». يقول موقع «الراديو الوطني الأميركي»، إن زوكربيرج يخاطب الذين يحلمون بالمواطنة العالمية، أو المدينة الفاضلة دون حدود، والتي لم يستطع أي قائد سياسي تحقيقها. وأضاف زوكربيرج «في مثل هذه الأوقات فإن أهم شيء نستطيع أن نقوم به نحن في شركة فيسبوك هو تطوير الأسس الاجتماعية حتى نعطي الناس القوة لبناء المجتمع العالمي الذي يناسبنا جميعا». رؤية مستقبلية تطمح «فيسبوك» إلى تغيير تفكير مستخدمي موقعها، بحيث يجب عليهم أن يفهموا أن «فيسبوك» ليست مجرد أداة ترفيهية بعد اليوم. وبدلا من ذلك تريد من المستخدمين أن يعتبروها طريقة للتواصل مع الآخرين من أجل العمل أو اللعب، أو كوسيط حتى تسمح للعالم أن يعرف أكثر عن شركتك أو كي توظف الناس أو كي تعلن عن حملتك الانتخابية أو كي تدير محاولة عالمية للحد من أحد الكوارث. وكتب زوكربيرج: «في المستقبل سنستمر في قياس تقدم فيسبوك من ناحية المجموعات ذات الأهداف السامية وليست المجموعات بصفة عامة». وأضاف أن تقوية «المجتمعات الإلكترونية ذات الأهداف السامية» سيقوم بدوره ب»تقوية تآلف مجتمعنا». انتقادات لرؤية فيسبوك يرى النقاد أن «هذه الرؤية الجذابة يوجد وراءها استحواذ عميق للسلطة من قبل سياسي داهية». وأضافوا أن جوهر مقال زوكربيرج يوحي بمطالبة لاستبدال حرية الوصول إلى الإنترنت والحرية الموجودة في السوق بمنافسة حقيقية. وتابعوا «بدلا من ذلك يرغب فيسبوك منا أن ندخل في بيئة إلكترونية تتحكم بصلاحياتنا وخدماتنا، بحيث تضع مجموعة من الشركات القوانين لذلك، ثم نعيش حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والدينية داخلها. غياب المسؤوليات النقد ضد طموحات «فيسبوك» لامس المسؤوليات التي تأتي مع هذه السلطة والقوة، مثل الحد من الكوارث، فبإمكان أي جهة غير ربحية ذات نية طيبة أن تحاول استخدام «فيسبوك» لإبلاغ اللاجئين الهاربين عن الأماكن الأمنة كي يذهبوا إليها ويحصلوا على الطعام والملجأ، وفي الوقت نفسه يمكن لمجموعة من المتاجرين بالبشر أن يروجوا لفعلهم هذا، مما يطرح تساؤلا مهما حول الحقيقية والتزييف في الموارد التي سيستثمر «فيسبوك» فيها. كما أن أهداف زوكربيرج تتطلب الثقة في منصته، إذ إن هناك قطاعين هما الصحافة والإعلانات الصغيرة كشفا كثيرا من المخاطر المبالغ فيها خلال تجربتهما الأخيرة مع الموقع. التهرب من الإجابة بعد أن نشر زوكربيرج مقالته مباشرة، أرسلت الصحيفة الوطنية العامة رسالة إلكترونية تسأل عن المسؤوليات الجديدة التي ستأتي مع السلطة والقوة الجديدة التي يطمح إليها موقع «فيسبوك». وكان فحوى الأسئلة كالتالي: إذا رغب فيسبوك من الناس أن يعتمدوا على المنصة كأداة لبناء الروابط الاجتماعية المهمة على الإنترنت، ما الضمانات التي بإمكان الموقع توفيرها إلى جانبه من المسؤولية؟ هل سيستطيع على الأقل أن يوفر خدمة أساسية بسيطة جدا مثل خدمة الاتصال المجاني؟ حاليا، تم استبعاد كثير من المستخدمين دون توضيح الأسباب أو تمت إزالة صفحات بعض الأشخاص الذين يمارسون أعمالا تجارية بسيطة، ووجدوا أنه من المستحيل التواصل مع أي شخص من الشركة من أجل المساعدة. رفض أحد المتحدثين الرسميين الإجابة عن الأسئلة، وقام ببساطة بنشر بيان صحفي يلخص النقاط الأساسية التي ذكرها زوكربيرج.