شنت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية هجوما على الرئيس دونالد ترمب، واتهمته بالتسبب في حالة الفوضى التي قالت إنها تعصف بالبيت الأبيض، كما وصفته ب"الرئيس المبتدئ". وقالت الصحيفة في افتتاحيتها أمس، إن ترمب يريد أن يلقي بأخطائه على وسائل الإعلام، التي وصفها بأنها "عدو الولاياتالمتحدة". وقالت الصحيفة "الرئيس ترمب هو الذي يتسبب في الفوضى بالبيت الأبيض. ولم يرثها بل هو من يصنعها، بإصراره على أنه الوحيد القادر على حل الأزمات التي تعانيها بلاده، لكن الولاياتالمتحدة لم تشهد هذه الأيام سوى متدربين في البيت الأبيض. ورغم أنه يلمح ويصرح في كثير من الأحيان بأنه ورث هذه الحال من سلفه، باراك أوباما، وهذا غير صحيح، لأن الرئيس السابق نفسه ورث أمة انتشلها من الركود الاقتصادي، وباتت تتمتع بتحالفات قوية في أنحاء العالم المختلفة". أجواء طاردة مضت نيويورك تايمز قائلة "عهد أوباما لم يشهد مثل هذه القرارات المتخبطة التي تحدث في الولاياتالمتحدة حاليا، فالرئيس الذي لم يمض شهر على دخوله البيت الأبيض، دخل في مواجهة مع القضاء الذي نقض قراره الخاص باللاجئين والمهاجرين، مما دفعه للإساءة للقضاء في سابقة لم تعرفها أميركا من قبل. وخلال أقل من أسبوعين اضطر لدفع مستشار أمنه القومي للاستقالة، بعد أن حاول تضليل الإدارة وإخفاء تفاصيل اتصالاته مع روسيا، ولم يكد يفيق من هول تلك الصفعة القاسية، حتى تلقى صفعة أخرى أشد قسوة، عندما رفض الأدميرال المتقاعد روبرت هاروارد، الخميس الماضي العمل مستشارا للأمن القومي ضمن إدارته، مما يؤكد الأجواء الطاردة التي تحيط بالبيت الأبيض، لأنه لا يريد سوى شخصيات تنفذ أوامره وتعليماته، دون إبداء للرأي". الإساءة للإعلام انتقدت نيويورك تايمز في افتتاحيتها الإدارة الجديدة على خلفية تركيزها على تحسين العلاقات مع روسيا على حساب الدول الغربية الأخرى، وقالت "الرئيس ترمب أثار بسياسته وتصريحاته استياء كندا والمكسيك وأستراليا، وحتى العائلة المالكة البريطانية، في حين يتودد لموسكو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين". وكان ترمب قد بادر بانتقاد صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست، بسبب نشرهما أخبارا عن اتصالاته مع روسيا، ووجه أصابع الاتهام إلى وكالة الأمن القومي ومكتب التحقيقات الاتحادي "إف بي آي" بأنهما من قاما بشكل غير قانوني بتسريب معلومات حول اتصالات مفترضة بين أعضاء في حملته الانتخابية ومسؤولين روس، قبل انتخابات الثامن من نوفمبر الماضي. وقال في تغريدة "تُعطى المعلومات لنيويورك تايمز وواشنطن بوست الفاشلتين، من مجتمع المخابرات مثل روسيا بالضبط، الفضيحة هنا هي أن المخابرات تقدم المعلومات السرية بشكل غير قانوني، كأنها توزع قطع الحلوى". عزلة البيت الأبيض أضافت الصحيفة أن ترمب في طريقه لزيادة الفوضى، بقراراته التي ستؤدي فقط إلى إضعاف الأمن القومي للولايات المتحدة، والمخاطرة بتقديم الخدمات الحكومية الأساسية، فآلاف الوظائف في إدارته لا تزال شاغرة، إضافة إلى أن الموظفين العموميين يعانون جراء التعامل مع فرق غير مدربة عيّنها البيت الأبيض لإدارة وكالات فدرالية، ريثما يصل الموظفون المعنيون الدائمون، ومظاهر الفوضى الأخرى على مستوى العمل اليومي في البيت الأبيض. وهو ما جعله يشكو بطء مصادقة الكونجرس على لائحة المرشحين للتعيين في إدارته، لكن المعوقات تأتي من جانبه، فموظفو ترمب في البيت الأبيض لا يكلفون أنفسهم عناء مراجعة وتمحيص مؤهلات هؤلاء المرشحين للعمل بشكل مسبق، مما يدفع الكونجرس للقيام بهذه المهمة. وأعربت الصحيفة عن الخشية من أن يحذو مسؤولون آخرون في إدارة ترمب حذو الأدميرال هاروارد، الذي رفض الخدمة بشكل مسبق، الأمر الذي يترك البيت الأبيض في حالة عزلة وفوضى.