قبل ساعات من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى أميركا، للقاء الرئيس دونالد ترمب، أعلن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، أن واشنطن لم تعد متمسكة بحل الدولتين كأساس للتوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لافتا إلى أن واشنطن لن تسعى بعد اليوم إلى إملاء شروط أي اتفاق لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، بل ستدعم أي اتفاق يتوصل إليه الطرفان، أيا ما يكون هذا الاتفاق. وأضاف المسؤول الكبير في البيت الأبيض، مشترطا عدم نشر اسمه، أن السلام هو الهدف، سواء أتى عن طريق حل الدولتين أو عن طريق حل آخر، وفق ما يريده الطرفان، معتبرا أن "حل الدولتين غير واضح"، وقال "إذا سألت خمسة أشخاص عن معنى حل الدولتين، فإنك ستحصل على ثماني إجابات مختلفة".
سياسة مرفوضة فيما عبّرت تصريحات المسؤول الأميركي عن موقف يتعارض مع الثوابت التاريخية للولايات المتحدة في هذا الشأن، أبدى مسؤولون فلسطينيون غضبهم من تلك التصريحات، وعدّت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، أن ما ذكره المسؤول تعبير عن سياسة "غير مسؤولة"، ولا يخدم قضية السلام. وقالت، إنه من الواضح أن الإدارة الأميركية الجديدة تدعم نتانياهو في مواقفه، وتوفر له مساحة للقضاء على حل الدولتين، وتتحول من حليف منحاز لإسرائيل إلى شريك في الجريمة، مضيفة "إذا أراد الرئيس ترمب التخلص من حل الدولتين لإيجاد واقع بديل، فعليه أن يوضح ما الخيارات والبدائل لذلك". بدوره، أوضح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أن البديل الوحيد لحل الدولتين هو الدولة الديمقراطية الواحدة بحقوق متساوية للمسلمين والمسيحيين واليهود، مؤكدا التزام الفلسطينيين بالسلام والاتفاقيات الموقعة والقانون الدولي، ولكن الحقيقة القائمة اليوم هي دولة بنظامين أي نظام الفصل العنصري.
تقديم تنازلات
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، عقب المباحثات التي أجريت بينهما أمس، أنه يدرس حل الدولتين وحل الدولة الواحدة، وسيدعم أي اتفاق بينهم، مشيرا إلى أن حل الدولتين ليس الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وقال إن الولاياتالمتحدة تسعى لاتفاق سلام حقيقي في الشرق الأوسط، وأن على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تقديم تنازلات من أجل السلام. ووجه ترمب دعوة للفلسطينيين من أجل التخلص من "الكراهية"، وقال إن مبادرة السلام الجديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد تتضمن الكثير من الدول، مضيفا أنه يود أن يرى السفارة الأميركية تنقل إلى القدس، وأنه يبحث الأمر بعناية. وبين الرئيس الأميركي أنه طلب من نتنياهو تعليق الاستيطان لفترة وجيزة، معبرا عن رفضه التصرفات الأحادية ضد إسرائيل في الأممالمتحدة. كما أكد أنه لن يسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي.