أشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية في تقرير لها، إلى أن الإدارة الأميركية الحالية تحاول الحفاظ على ما تبقى من العملية السلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، قبل صعود الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى السلطة أواخر الشهر المقبل. وأكد التقرير أن العلاقات الأميركية الإسرائيلية تمر بأسوأ مراحلها منذ عقود، خصوصا بعد اتهام حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن بالتآمر عليها، وذلك عقب صدور قرار من مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، يدين فيه النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية. ويأتي ذلك بعد خطاب وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأربعاء الماضي، الذي حدد فيه وجود 6 مبادئ كبرى للحل تستند على إقامة حدود آمنة عبر التفاوض على أساس حدود 1967، مع عمليات تبادل متساو لأراض يقبل بها الطرفان، وتحقيق فكرة القرار -181- للجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في عام 1947 بشأن دولتين وشعبين أحدهما يهودي والآخر عربي. كما نصت المبادئ على وجود حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، بحيث يشمل تعويضا ومساعدة للعثور على مساكن دائمة، والتوصل إلى حل مقبول من الطرفين للقدس كعاصمة معترف بها دوليا للدولتين. إرضاخ نتنياهو أبانت الصحيفة أن خطاب كيري الأخير اعتبر بمثابة الرصاصة الوداعية لفترة 8 سنوات من الحكم في البيت الأبيض، في وقت شهدت فيه القضية الفلسطينية تراجعا في المفاوضات بالفترة الأخيرة، مشيرة إلى أن المعايير التي تحدث عنها كيري أكدت على مصادقة وزراء الخارجية لعقد اجتماع باريس في 15 يناير، أي قبل 5 أيام من تنصيب ترمب، فيما سيكون اللقاء بمثابة إستراتيجية لعزل نتنياهو، من أجل دفعه لإحياء المفاوضات المتوقفة مع الفلسطينيين، والتي رفض الأخير استئنافها. انتظار الإدارة الجديدة ألمحت الصحيفة إلى أن نتنياهو يتوقع دعما كبيرا وقويا من الإدارة الأميركية المقبلة، بدليل الخطوات التي اتخذتها حكومته ردا على قرار مجلس الأمن الأخير، والتي تضمنت وقف أشكال الدعم الإسرائيلي لعدد من مؤسسات الأممالمتحدة، بالإضافة إلى التهديدات باتخاذ إجراءات انتقامية ضد الدول التي دعمت القرار، فضلا عن إعطاء أوامر لبدء بناء 600 وحدة سكنية في القدسالشرقية، مع إمكانية رفعها إلى 5 آلاف وحدة في وقت لاحق. وبينت الصحيفة أن الخطوات الجريئة التي اتخذتها حكومة نتنياهو تأتي تزامنا مع وعود ترمب بنقل السفارة الأميركية للقدس، الأمر الذي يزيد من الاحتقان الشعبي وقد يقوض فرص السلام لأبعد الحدود. خشية صفعات أخرى أرجعت الصحيفة مخاوف إسرائيل المتتالية، إلى ما يمكن أن يفرزه اجتماع باريس من قرارات تصعيدية تجاه سياستها، حيث إن حكومة نتنياهو ما زالت تقدم نفسها للمجتمع الدولي على أنها ضحية المؤامرات الدولية، وتنتظر تنصيب ترمب بفارغ الصبر قبل اتخاذ إدارة أوباما أي قرار جديد بحقها. من جانبها، ألمحت فرنسا على لسان مسؤوليها، أنه لا توجد نوايا لإصدار قرارات جديدة ضد إسرائيل في الاجتماع المرتقب، مؤكدة أن اللقاء سيمنح المشاركين الفرصة لتقديم خطة عمل من أجل تحفيز استئناف المحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، في الوقت الذي أظهر فيه ترمب عن نوايا تشير إلى امتعاضه من القرارات الأميركية بحق إسرائيل، ووعد بالتغيير بعد تنصيبه.