قبيل أيام قليلة على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة، بدأت تطفو على السطح خلافات بين الدولتين، حول جدوى استمرار عمليات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم"، التي تعدّ الأكثر قربا من نتنياهو، تصريحا للرئيس الأميركي، دونالد ترمب، قال فيه "تبقت مساحة جغرافية محدودة، وفي كل مرة تتم مصادرة أراض لغرض الاستيطان تتقلص هذه المساحة، وأنا من الأشخاص الذين يعتقدون أن توسيع الاستيطان ليس جيدا للسلام، ولكننا نبحث كل أنواع الخيارات". وأشارت مصادر إلى أن الانتقاد الأميركي للاستيطان يجيء بعد أول اتصال بين السلطة الفلسطينية وإدارة ترمب، إذ كشفت مصادر فلسطينية ل"الوطن"، أن رئيس المخابرات العامة، اللواء ماجد فرج، زار واشنطن خلال الأسبوع الماضي ل4 أيام، قدم خلالها رؤية رام الله لنظرائه في المخابرات الأميركية ولمجلس الأمن القومي. ولم ترشح معلومات تفصيلية عن هذه اللقاءات، لكنها تعد التواصل الأول مع إدارة ترمب، بعد أن اقتصرت الاتصالات في الفترة الماضية مع القنصل الأميركي العام في القدس، دونالد بلوم. تفاؤل بتحقيق السلام جدد ترمب عزمه العمل من أجل إبرام اتفاق فلسطيني – إسرائيلي، بعد أن قال سابقا إنه سيكلف بهذه المهمة صهره وكبير الموظفين في مكتبه، جاريد كوشنر. وقال "أطلب من إسرائيل أن تتعامل بمنطق مع السلام، يكون أوسع وأشمل من حصره بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأريد من الطرفين التصرف بشكل معقول. وشخصيا أركز على تحقيق السلام، وأعتقد أن تحقيق ذلك سيكون أمرا رائعا". وتابع "كثيرون يجادلون بأن من المستحيل التوصل إلى اتفاق، وأنا لا أتفق معهم، وأعتقد أنه يمكننا الوصول إلى اتفاق، ويجب أن نفعل ذلك". وتهرب ترمب من الإجابة عن سؤال بشأن نقل السفارة إلى القدس، وقال "أبحث هذا الأمر وأدرسه وسنرى ما سيحدث، إنه ليس قرارا سهلا، لقد تم بحث هذا الموضوع على مدى سنوات طويلة، ولم يقدم أي شخص على اتخاذ القرار، وأنا أدرس الموضوع بجدية". الزيارة الأولى عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء أول من أمس، اجتماعا للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، لتوحيد الموقف قبل توجّهه إلى واشنطن، فيما يترقب أن تبحث الحكومة بكامل هيئتها الأمر، يوم غد. ويتوجه نتنياهو إلى واشنطن بعد سلسلة من القرارات، شملت إقامة آلاف المستوطنات، وإقرار قانون لتشريع البؤر الاستيطانية على أراض فلسطينية خاصة. وينتظر أن يتحدث ترمب هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قبل اللقاء مع نتانياهو في البيت الأبيض، وتشير مصادر إلى أنه ربما يدفع بمقترح لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، بمشاركة إقليمية فاعلة.