أحكم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زمام الأمور، واستعد جيدا لاستقبال عهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، فيما ستكون المفاجآت هي من سيحكم على العلاقات الروسية الأميركية الجديدة. وبحسب مراقبين، فإن ترمب بات يستخدم سياسة مزدوجة في علاقته مع روسيا، حيث يطلق بعض التصريحات المتوددة والمعجبة بالقيادة الروسية من جهة، ويعين الصقور الذين يستلهمون عصر الحرب الباردة في إدارته من جهة أخرى. التوافقات الثنائية من بين النقاط التي يتفق فيها ترمب مع الكرملين، ترحيب الرئيس بوتين بتصريحات ترمب المهينة والاستفزازية تجاه حلف شمال الأطلسي "الناتو" الذي وصفه بالمتقادم، حيث إن ذلك يعتبر بمثابة انتصار لروسيا، كون الناتو يعتبر العدو اللدود لها منذ زمن بعيد، ويتم اتهام موسكو باستفزازه من خلال محاولات التوسع شرقا ضمن مناطق نفوذها الجيوسياسية. كما أن حملة ترمب على الحلف طالت الأوروبيين أيضا من ضمنهم فرنسا وألمانيا، وهذا أيضا يمكن أن يسعد موسكو، بسبب أن الدولتين تقودان حملة مقاطعات وعقوبات ضد موسكو، تحت غطاء تدخلات الأخيرة في أوكرانيا، فيما سيشعر بوتين بالارتياح تجاه حملات ترمب العدائية ضد العملاق الصيني، والتي ستعيد الأمجاد القيصرية الروسية على حساب منافستها الأولى في المنطقة، فضلا عن عمليات محاربة الإرهاب التي سيقدم بوتين عروضه فيها على الإدارة الأميركية الجديدة والتي ستكون أكثر إغراء لها. الهيمنة على الشرق الأوسط يرى محللون أن بوتين بات يجهز لتقديم عرض مغر في منطقة الشرق الأوسط، من أجل جلب الإدارة الأميركية الجديدة للعمل معه، حيث إنه ضمن معركة حلب، اتفق مع تركيا على فرض هدنة في سورية بمعزل عن رغبة إيران والأسد، وفوق رغباتهما في إجراء مفاوضات أستانة السياسية التي تم قبولها على مضض، إلى جانب انخراط قواته الجوية مع تركيا في معارك مدينة الباب الحدودية، وهي إشارة ستزيد من الاحتقان الإيراني من جهة، والتي سترفض أي دور تركي في سورية، وتقديم عرض لواشنطن في أنه يلتقي معها في نقطة تحجيم النفوذ الإيراني. كما باتت موسكو تفرض حلولها في القضية الفلسطينية، بعد أن جمع بوتين في موسكو ممثلين عن مختلف الفصائل الفلسطينية، من أجل تأكيد رغبتها في الوحدة والتفاوض مع إسرائيل لأجل إيجاد حلول عادلة ترضي كلا الطرفين. في الشأن الليبي، انحازت روسيا للمشير خليفة حفتر، من أجل أن تؤكد على إيجاد موطئ قدم لها في الشمال الإفريقي، بعد أن نظمت اجتماعا رمزيا على حاملة طائراتها كوزنتسوف بين المشير حفتر ووزير دفاعها سيرغي شويفو، في وقت ينتظر فيه العالم كيف سترد الإدارة الأميركية الجديدة على التحركات الروسية السريعة التي استغلت الفراغ السياسي قبل 10 أيام فقط من تسلم ترمب مهامه الرئاسية.