بينما واصلت قوات نظام الأسد والميليشيات الموالية لها هجماتها على عدد من المناطق في سورية، قدمت فصائل المعارضة المجتمعة حاليا في العاصمة التركية، أنقرة، مجموعة من المطالب، مشترطة تنفيذها للمشاركة في المؤتمر المزمع عقده في العاصمة الكازاخستانية أستانة، في الثالث والعشرين من الشهر الجاري. وبحسب معلومات حصلت عليها "الوطن" من مصادر في المعارضة، فإنه تم إعداد ورقة لتقديمها إلى روسيا، تشير إلى أن حضور المؤتمر مرتبط بوقف ميليشيات إيران خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ووقف العمليات العسكرية التي تستهدف منطقة وادي بردى والغوطة الشرقية في ريف دمشق، وإشراك المعارضة السياسية في المفاوضات، بعدما كانت موسكو تحاول الاكتفاء بوفد عسكري يضم ممثلين عن الفصائل العسكرية. يأتي ذلك فيما قال الكرملين أمس، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب إردوغان، تحدثا هاتفيا واتفقا على أن هناك التزاما بوقف إطلاق النار، بشكل عام، مضيفا أنهما اتفقا كذلك على مواصلة العمل على التحضير لمحادثات أستانة. اختبار الجدية دعت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي لمعالجة الوضع المخيف والمتدهور في وادي بردى فورا. وقالت الهيئة إنه منذ بدء سريان وقف إطلاق النار نهاية ديسمبر الماضي، خرقه النظام وحلفاؤه قرابة 400 مرة، وأزهقوا أرواح أكثر من 270 شخصا. وأضاف أن أكثر هذه الانتهاكات تأثيرا في منطقة وادي بردى باستخدام البراميل المتفجرة. وتابعت أن ممارسات النظام أدت إلى تهجير 1200 شخص في ثلاثة أيام. كما حملت الهيئة النظام مسؤولية حرمان أكثر من خمسة ملايين شخص من وصول المياه الحيوية، محذرة من أن تؤدي انتهاكات النظام إلى انهيار أسس اتفاق وقف إطلاق النار. استمرار الانتهاكات قالت مصادر المعارضة إن قوات النظام كثفت، أول من أمس، قصفها لقرى وبلدات وادي بردى، وإن إحدى الغارات الجوية استهدفت نبع عين الفيجة بشكل مباشر، متهمة قوات النظام بإلقاء براميل تحوي مادة النابالم. وكانت وسائل إعلام تابعة للنظام ذكرت أن اجتماعات أنقرة توصلت إلى اتفاق مبدئي، يتيح دخول فرق صيانة لمنطقة المضخات في منشأة عين الفيجة، فيما نفى ناشطون التوصل إلى أي اتفاق. على صعيد متصل، أفاد ناشطون أن ثمانية أشخاص قُتلوا، في غارات جوية فجر أمس، على قرية بابكة في ريف حلف الغربي، كما تسببت عشرات الغارات التي شنتها طائرات النظام في تدمير مستشفى ببلدة طفس، بريف درعا الغربي، مما اضطر الإدارة لإعلان أقسام الأطفال والنساء خارج الخدمة. وفي هذه الأثناء قتل ثمانية أشخاص على الأقل في هجوم انتحاري في حي كفر سوسة في دمشق، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان. من ناحية أخرى، قال الجيش التركي في بيان أمس، إن طائرات تركية دمرت 40 موقعا لتنظيم داعش، منها مخابئ ومبان ومركبات. معاقبة مسؤولين سوريين وضعت الولاياتالمتحدة أمس، 18 مسؤولا سوريا بارزا في قائمة سوداء، قائلة: إنهم لهم صلة ببرنامج أسلحة الدمار الشامل في سورية، بعد أن توصل تحقيق دولي إلى أن قوات النظام كانت مسؤولة عن هجمات بغاز الكلور على مدنيين. وأوضح بيان لوزارة الخزانة الأميركية، أن هذه هي المرة الأولى التي تفرض فيها الولاياتالمتحدة عقوبات على مسؤولين عسكريين سوريين لاستخدام قوات النظام أسلحة كيماوية، مشيرا إلى أن "العقوبات مرتبطة بنتائج للأمم المتحدة عن استخدام النظام السوري غاز الكلور سلاحا ضد المدنيين". وقال آدم زوبن المكلف بمكافحة تمويل الإرهاب في وزارة الخزانة الأميركية، إن "استخدام أسلحة كيميائية من النظام السوري ضد شعبه، هو عمل شنيع ينتهك الممارسة المتبعة منذ فترة طويلة في العالم بأسره بعدم صنع أو استخدام أسلحة كيميائية".