فيما أشارت وزارة الخارجية التركية، أول من أمس، إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في سورية يجري بشكل جيد، رغم خرق النظام وروسيا للاتفاق، في ريفي دمشق وحلب الجنوبي، باتت مفاوضات أستانة التي أصرت عليها القوى العظمى شرطًا للتسوية السياسية التي من المزمع عقدها أواخر الشهر الجاري، مصدر قلق لإيران، خوفا من تجاهلها في أي عملية سياسية مقبلة، فضلا أن اتفاق وقف إطلاق النار يستلزم سحب الميليشيات الطائفية من سورية. وبحسب مصادر داخل المعارضة، فإن الاتفاق بين روسيا وتركيا يشابه إلى حد كبير الاتفاق الذي توصل إليه وزيرا خارجية روسيا والولايات المتحدة، سيرجي لافروف، وجون كيري، في سبتمبر الماضي، فيما تتواصل التحضيرات لمفاوضات أستانة، وأشارت المصادر إلى أن الاتفاق يسير بشكل عام ضد مصالح إيران، ويمنع انتشار ميليشياتها، وعلى رأسها حزب الله اللبناني، في وقت تشير تقارير إلى وجود نوايا لدى النظام والميليشيات لإفشال أي مفاوضات تجري تمهيدا لأي اتفاق تسوية سياسية، بدليل خروقات وقف إطلاق النار في وادي بردى والغوطة الشرقية بريف دمشق. طول المدة يتوقع مراقبون أن تطول العملية السياسية الرامية إلى التسوية السياسية في سورية، بسبب رفض المعارضة بكل أطيافها بقاء بشار الأسد على رأس السلطة، وهي النقطة الوحيدة التي ما تزال محل الخلاف بين الأطراف الضامنة للاتفاق. وكان مجلس الأمن أصدر القرار رقم 2336، وأكد فيه وقف إطلاق نار شامل في البلاد، فيما اكتفى بالإحاطة بالوثائق الملحقة بالقرار، دون أن يعتمدها، بما في ذلك آليات المراقبة والمحاسبة للخروقات التي تتسبب بها قوات الأسد والميليشيات الموالية له، وأشار إلى أن اجتماع أستانة هو جزء من العملية السياسية التي تقودها الأممالمتحدة. خروقات النظام أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها الثالث، أول من أمس، بعد أن رصدت 77 خرقا للنظام وميليشاته خلال 72 ساعة من بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، فيما تعددت الخروقات الروسية منذ الأحد الماضي، في محافظتي حلب وحماة. ورصد التقرير 17 خرقا في محافظة حمص، تلتها ريف دمشق بواقع 15 خرقا، ثم حلب وحماة بواقع 11 خرقا لكل منهما، ثم محافظة درعا بحوالي 10 خروقات، وانتهاء بإدلب التي شهدت 8 خروقات. وأشار التقرير إلى وجود 5 خروقات نفذتها مقاتلات روسيا، 4 منها في حلب وواحد في حماة، وتسببت في مقتل 3 أشخاص، من بينهم طفلان. وأكد التقرير أن معظم الخروقات الموثقة حدثت على أيدي النظام والميليشيات الإيرانية والطيران الروسي، مطالبا موسكو بالضغط على الأسد من أجل احترام وقف إطلاق النار والبدء بعملية سياسية.