فيما أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أنها وثقت 14 خرقا من طرف نظام بشار الأسد، خلال اليوم الأول من وقف إطلاق النار، شهد اليوم الثاني خروقات جديدة من قبل المقاتلات الروسية، بتكثيف الغارات على مواقع المعارضة في مدن وبلدات بريف حلب، شملت عندان وكفر حمرة ودارة عزة وقبتان الجبل. واتهم وزير الخارجية عادل الجبير، روسيا والقوات الجوية التابعة للنظام بانتهاك الهدنة في سورية، وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الدنمركي كريستيان ينسن، في الرياض أمس، إن الرياض تبحث المسألة مع القوى العالمية، مشيرا إلى أنه ستكون هناك خطة بديلة إذا اتضح أن النظام وحلفاءه غير جادين بشأن الهدنة. وقال الجبير "إذا استمرت الهدنة واستطعنا أن ندخل المساعدات الإنسانية لجميع المناطق، نستطيع أن نسهم في إنقاذ عدد كبير من الشعب السوري"، مبينا أنه في حال فشل ذلك فهناك خيارات أخرى. وأضاف "كما ذكر وزير الخارجية الأميركي جون كيري، هناك خطة "ب" في حال عدم التزام النظام وحلفائه، والخيار الآخر وارد وسيكون التركيز عليه". مشيرا إلى أن الحل واضح يشمل سورية بدون الأسد، والسؤال الذي يدور حاليا هو: هل يخرج الأسد بموجب حل سلمي، أم يخرج بموجب حل عسكري". يذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار - الذي توسطت فيه الولاياتالمتحدةوروسيا - دخل حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة الماضي، إلا أنه تعرض للاختراق من قبل قوات النظام بمساندة المقاتلات الروسية. وفي هذا الصدد أشارت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إلى أن الخروقات شملت عدة مناطق تسيطر عليها المعارضة، وأسفرت عن مقتل 15 شخصا. وشكك التقرير في مستقبل الهدنة، كونها مرعية من دولتين فقط، روسيا وأميركا، مؤكدا أن موسكو لا يمكن لها القيام بذلك، كونها تصطف بشكل مباشر إلى أحد أطراف النزاع، وهو نظام الأسد الذي خرق سابقاً قرارات مجلس الأمن الدولي، وبعضها تحت البند السابع لميثاق الأممالمتحدة، ولم تتخذ أي إجراءات بحقه". مناشدة مجلس الأمن أكدت مصادر في المعارضة أن الغارات الروسية تعد خرقا واضحا ومتعمدا لوقف إطلاق النار، وقد تؤدي إلى انهياره بالكامل، كما اتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أمس، نظام الأسد والمليشيات الموالية له بخرق الهدنة، وقال إن قوات النظام وميليشياته قصفت 15 منطقة بالرشاشات الثقيلة والمدفعية والبراميل المتفجرة. وطالب الائتلاف مجلس الأمن الدولي بالتصرف تجاه الخروق التي ارتكبها النظام خلال الساعات الأولى من الهدنة، وأضاف أن خرق النظام للهدنة شمل كلا من دمشق وريفها ودرعا وحلب وحمص وحماة واللاذقية. من جانبه، قال رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات، أسعد الزعبي، في تصريحات إعلامية، إن النظام ضرب بعرض الحائط كل القرارات الدولية، مضيفا أن روسيا ونظام الأسد غير جادين في تنفيذ حل سياسي في سورية.
انتهاكات حزب الله أفادت مصادر في ريف إدلب بأن مروحيات النظام ألقت براميل متفجرة على بلدة الناجية بريف إدلب الغربي، حيث تنتشر جبهة النصرة وفصائل من المعارضة المسلحة. وقالت إن شخصين قُتلا وأصيب آخرون جراء قصف قوات النظام بلدة خان الشيخ في ريف دمشق، مشيرة إلى أن مقاتلي حزب الله ارتكبوا خرقين للهدنة في منطقة الزبداني في ريف دمشق. تمثل الأول في استهداف قناصة الحزب المتمركزين في قلعة الكرسي للمدنيين داخل بلدة مضايا، أما الثاني فكان تفجيرَ أبنية داخل مدينة الزبداني من طرف مقاتلي الحزب. على صعيد متصل، أفادت مصادر طبية أن طفلاً توفي في مضايا بسبب نقص الأدوية والمواد الطبية جراء الحصار المفروض من قبل حزب الله اللبناني وقوات النظام على البلدة.
التزام الجيش الحر أشار أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني أنس العبدة ، أن الجيش السوري الحر وفصائل الثورة لا يزالون ملتزمين بالهدنة، مشيرا إلى أن نشاط الجيش الحر بالأصل لم يكن إلا للدفاع عن المدنيين وحماية مناطق الثوار. واعتبر العبدة أن الخروق الموثقة خلال الساعات الأولى تتعمد إجهاض الهدنة، وإحباط أي مدخل للحل السياسي، مضيفا أنه "لا يمكن ترك نظام الأسد ليقوض المساعي الدولية وقرار مجلس الأمن 2254 بعد كل الجهود، ومن واجب رعاة الاتفاق أن يتدخلوا لفرض الهدنة، وإجبار النظام على تنفيذ القرارات الدولية بكل تفاصيلها". بدوره، عبر مبعوث الأممالمتحدة، ستيفان دي ميستورا، عن أمله في أن تحافظ أطراف الأزمة على وقف إطلاق النار، دون أن يخفي في تصريحات صحفية في جنيف تخوفه من انهيارها.