قبل ساعات من اتفاق الهدنة الذي أعلنت عنه إحدى جماعات المعارضة السورية بالاتفاق مع روسيا، أول من أمس، كثفت قوات النظام المدعومة من إيرانوروسيا من ارتكاب المجازر ضد المدنيين في المناطق التي استولت عليها، شرقي مدينة حلب، ووصف شهود عيان ما يحدث في حلب بأنه "يفوق التصورات"، وأن المأساة التي تعيشها المدينة حاليا جعلت بعض السكان يتمنون الموت، بدلا من القتل البطيء الذي يتعرضون له بالقصف والحصار والحرمان من الطعام والشراب. وفي مقابلة صحفية، قال أحد شهود العيان، إن الميليشيات الشيعية أحرقت أربع نساء وتسعة أطفال وهم على قيد الحياة، وقتلت 67 رجل رميا بالرصاص، فيما قال طفل إن الطائرات تقصفهم منذ صباح أمس، ولا يوجد طعام ولا مستشفيات ولا أدوية، مشيرا إلى أن أجساد أقرانه من الأطفال تفحمت جراء القصف. وعبر موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، تمكَّن سوريون من داخل حلب من استخدام مقاطع فيديو سجلوها لتأكيد حاجتهم لسرعة التدخل الخارجي، وقالت إحدى الناشطات "إلى كل شخص يستطيع أن يسمعني، نحن هنا نتعرض للإبادة في مدينة حلب، أكثر من 50 ألف من المدنيين المعارضين للديكتاتور الأسد معرضون للإعدام أو الموت من القنابل". شلل المجتمع الدولي وصف الدفاع المدني الحال في الأحياء المحاصرة شرقي مدينة حلب بالجحيم، حيث تعجز فرق الإسعاف عن انتشال الجثث من الشوارع والمصابين من تحت أنقاض المباني المدمرة، جراء القصف العنيف من قبل قوات النظام السوري، فيما قال الأمين العام لمجلس محافظة حلب، عبدالرزاق رزوق، "شعور روسيا والنظام والميليشيات الشيعية بالنصر دفعها للنكوص عن الاتفاقيات السابقة، والتعنت وعدم القبول بإخراج المدنيين". وتابع "مجلس الأمن والأمم المتحدة مشلولتان، وبالتالي الموقف الدولي ككل عاجز، عدا بعض التصريحات والمواقف الخجولة التي لا يبدو أنها تفيد المحاصرين في حلب، الذين تُركوا لمصيرهم، فإما الاستسلام أو الموت". وبيّن رزوق أن "سبب ضعف موقف المعارضة المسلحة في الأحياء المحاصرة في حلب، هو المدنيون الذين تم حصرهم في منطقة جغرافية صغيرة، بحيث لم تعد تستوعبهم حتى الشوارع، في ظل تعرضهم للقصف الوحشي. ونقل رزوق رسالة أحد المحاصرين قال فيها "نحن الآن كأننا نتعرض لأهوال يوم القيامة؛ فالمصابون في الشوارع لا يقوم أحد بإنقاذهم، يموتون بكل أنواع الإصابات، وحتى إذا أردت إسعافهم فإلى أين؟". مظاهرات ضد النظام خرجت مظاهرات منددة بجرائم النظام السوري في عواصم ومدن عربية وفي تركيا وفي سورية ذاتها أول من أمس، وطالب المحتجون بوقف الهجوم الذي تشنه قوات النظام على المدينة، وإنقاذ المحاصرين في أحيائها الشرقية المتبقية بيد المعارضة المسلحة. ونظم ناشطون سوريون وقفات احتجاجية تضامنا مع حلب في مدن إسطنبول وغازي عنتاب وكلس التركية، كما تظاهر ناشطون قرب القنصلية الروسية في شارع الاستقلال قرب ساحة تقسيم في إسطنبول. وفي العاصمة الأردنية عمان، قالت مصادر إن أردنيين وسوريين تظاهروا قرب السفارة الروسية في عمان للتنديد بالتدخل الروسي، والتعبير عن غضبهم مما يجري في حلب، كذلك نظم ناشطون وقفة في بيروت تضامنا مع المحاصرين في المدينة. كما شهدت مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في محافظة إدلب، وفي ريفي حلب وحمص وريف دمشق، مظاهرات حاشدة تضامنا مع المدنيين المحاصرين فيما تبقى للمعارضة من أحياء بحلب.