بينما تنحاز بعض المحطات الفضائية الغربية عند تناول الوضع المأساوي في مدينة حلب، كشف اختصاصيون عن وجود تعليمات للإعلام الغربي بتجاهل المجازر التي تحدث في المدينة السورية على يد النظام السوري، مما يضع العديد من علامات الاستفهام. ومن الأمثلة على ذلك محطة "بي بي سي" الإخبارية التي تنحاز خلال تغطياتها الإعلامية للنظام السوري وحلفائه الروس، والحرس الثوري الإيراني، والميليشيات الشيعية الآتية من العراق ولبنان، رغم المجازر التي يرتكبونها بحق السوريين.ومن الأمثلة على الانحياز كذلك موقع "غلوبال ريسيرش" الذي نشر تقريرا حمل فيه "المعارضة السورية المعتدلة" مسؤولية المجازر في حلب، وتجاهل المجازر اليومية التي يرتكبها النظامان السوري والروسي والميليشيات الطائفية بحق أهالي حلب. شهادة مذيعة أعلنت المذيعة في محطة "بي بي سي عربي" السورية ديما عز الدّين، منتصف العام الميلادي الحالي، تركها العمل في القناة بسبب إذاعة خبر غير صحيح عن قصف مدينة حلب السورية ضمن عناوين إحدى نشراتها الإخبارية. وكتبت عز الدين على حسابها في موقع "فيسبوك": "اليوم كان من المفترض أن أعود لشاشة بي بي سي بعد غياب عام، لم أعد ولن أعود، 8 سنوات مع القناة علمتني الكثير، إنما في قلبي حسرة، فمن المفترض أن تجعل المعايير التي أسست لهذه المؤسسة القناة الرقم الصعب إعلاميا، إلا أن ذلك لم يحدث، لأن هذه المعايير لم تعد تطبق كما ينبغي". تكرار مجازر حماة اتهمت الكاتبة الصحفية هديل عويس وسائل إعلام غربية بالإحجام عن تغطية مجاز حلب بسبب تلقيها قرارا صارما بعدم متابعة ذلك، وقالت في تغريدتين نشرتهما عبر حسابها الشخصي في "تويتر": "كلمت صحفيا كبيرا في سي إن إن حول الحديث عن أوضاع المسيحيين في سورية، وعندما استجاب أخبرته بضرورة أن يكون الحديث عن المجازر في حلب فرفض". وأضافت "عرضت صورا لمجازر تجري في حلب على صحفيين أميركيين فرفضوا نشرها، يبدو أن هناك قرارا دوليا بتكرار مجازر حماة". مؤامرة عالمية يقول الأكاديمي الكويتي المختص بالتاريخ السياسي مبارك الناهض إن "ما يحدث في حلب مؤامرة عالمية واتفاق أميركي أوروبي روسي، واستدل على ذلك بصرف الإعلام العالمي الأنظار عن تغطية مجازر حلب تنفيذا لأوامر غربية". وأضاف أن "حلب تحتاج إلى موقف خليجي حكومي وشعبي لنصرتها من العدوان الروسي الإيراني، الذي حرق ودمر البلاد، وقتل العباد، وانتهك أعراض الحرائر، ويتّم الأطفال". إعدامات ميدانية الوضع الكارثي في مدينة حلب لخصته مديرية الدفاع المدني بالمدينة، في بيان نشرته الإثنين الماضي قالت فيه: "لا حصيلة لشهداء مدينة حلب المحاصرة ليوم الإثنين 12/ 12/ 2016، الجثث تملأ الشوارع، والقصف ما زال مستمرا". وحذر الدفاع المدني من أن "أي قذيفة قد تسقط على المساحة الضيقة التي يسيطر عليها الثوار قد تتسبب بمجزرة مكان سقوطها، حيث يفترش الآلاف شوارع المدينة". وأوضح تقرير عن حلب أن "نحو 80 ألف مدني محاصرون في مساحة لا تتجاوز كيلومترين مربعين بعد يوم شهد تقدما واسعا لقوات النظام في الأحياء المحاصرة، والتي سيطرت على معظم المساحة المتبقية تحت سيطرة المعارضة، وأن قوات النظام نفذت خلال تقدمها إعدامات ميدانية بحق مدنيين لم يجدوا طريقا للهروب". وأحصى ناشطون في حلب إعدامات ميدانية بحق أكثر من 80 مدنيا في أحياء الصالحين، وبستان القصر، والفردوس، والكلاسة. طريق مسدود أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الإثنين الماضي، أن "المحادثات مع الولاياتالمتحدة بشأن سورية وصلت إلى طريق مسدود". وفيما اتهمت روسياالولاياتالمتحدة بالمماطلة في المحادثات الرامية إلى إبرام اتفاق يسمح لمسلحي المعارضة بالخروج من حلب، معتبرة أن واشنطن تتبنى مواقف متناقضة في محادثاتها مع موسكو. نفى رئيس الهيئة العليا للمفاوضات العميد أسعد عوض الزعبي خلال حديث لقناة العربية الأحد الماضي، صحة الأنباء التي تحدثت عن وجود اتفاق أميركي روسي بشأن خروج المسلحين من مدينة حلب. وأكد الزعبي أن "المعارضة لم توافق ولم تتلق أي مقترحات"، معتبرا الطروحات المقدمة مخالفة لميثاق روما، ولا تقدم ضمانات لخروج المدنيين والمقاتلين. تصفية طاقم طبي كانت قوات النظام والميليشيات الموالية لها سيطرت الإثنين الماضي على أحياء الشيخ سعيد، وباب المقام، والكلاسة، وبستان القصر، والصالحين، والفردوس بشكل كامل، وأجزاء من أحياء الأنصاري الشرقي، والزبدية، والإذاعة، وصلاح الدين، والعامرية، وسيف الدولة، وهي آخر ما تبقى من أحياء تحت سيطرة المعارضة. وأعلنت مصادر ميدانية أن "قوات النظام اقتحمت أقبية كان يلتجئ إليها المدنيون في حلب، وأعدمتهم بمن فيهم النساء والأطفال، كما أعدمت مساء الإثنين كل الطاقم الطبي في مشفى الحياة بحي الكلاسة".