أعلنت قوات النظام السوري، اليوم الاثنين، السيطرة على كامل المدينة القديمة بحلب، وأعدمت ميدانياً العشرات إثر انسحاب المعارضة المسلحة، كما قصفت طائرات روسيا والنظام مناطق عدة وتسببت في سقوط قتلى وجرحى بالرقة. وقالت شبكة "شام": إن قوات نظام بشار الأسد والمليشيات المتحالفة معها، سيطرت على أحياء الشيخ سعيد وباب المقام والكلاسة وبستان القصر والصالحين والفردوس بشكل كامل، وسيطرت على أجزاء من أحياء الأنصاري الشرقي والزبدية والإذاعة وصلاح الدين والعامرية وسيف الدولة، وهي آخر ما تبقى من أحياء تحت سيطرة المعارضة. هذا، وأكد ناشطون أن قوات النظام جددت القصف المدفعي والجوي على الأحياء المحاصرة، مما تسبب في سقوط عدد غير معروف من القتلى والجرحى. نزوح جماعي وتتزامن هذه التطورات مع حركة نزوح واسعة شرقي حلب، فقد أكدت وزارة الدفاع الروسية أن أكثر من 13 ألف مدني غادروا مناطق المعارضة خلال ال24 ساعة الماضية، وأن نحو سبعمائة من مسلحي المعارضة سلموا أسلحتهم في الفترة ذاتها قبل انتقالهم إلى غرب حلب. وفي السياق ذاته، أكد طبيب من داخل حلب أن 80 ألفاً من المدنيين محاصريين في أحياء حلب القديمة في مساحة لا تتجاوز 2 كلم، بسبب تقدم قوات النظام السوري تزامناً مع قصف المقاتلات الروسية. إعدامات ميدانية وذكرت قناة الجزيرة أن قوات النظام والمليشيات أعدمت ميدانياً 200 شخصاً في أحياء الصالحين وبستان القصر والفردوس، إثر انسحاب مقاتلي المعارضة. وفي ذات السياق، أكد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن عشرات الجثث تنتشر في شوارع مدينة حلب القديمة، مؤكدين أن الميليشيات الأجنبية هي من تقتحم الأحياء وتنفذ الإعدامات، ولافتين إلى تزايد الإعدامات الميدانية مع دخول المليشيات إلى أحياء جديدة. وأفادت مصادر بالمعارضة، بأن قوات النظام تنفذ مذابح في شوارع حلب، كما أقدمت مليشيات موالية للنظام على قتل 9 أطفال و4 نساء حرقاً في حي الفردوس، كما أعدمت قوات النظام كل الطاقم الطبي في مشفى الحياة بحي الكلاسة. وذكر ناشطون أن الأطفال يعيشون حالة من الرعب خوفا من الوقوع بيد مليشيا النظام. انسحاب المعارضة وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أن مقاتلي المعارضة انسحبوا بعد ظهر الاثنين بشكل كامل من أحياء بستان القصر والكلاسة وكرم الدعدع والفردوس والجلوم وجسر الحج. ويأتي هذا الانسحاب بعد ساعات على سيطرة قوات النظام على حيي الشيخ سعيد والصالحين بعد ليلة تخللها قصف كثيف. تحت الأنقاض وذكرت إدارة الدفاع المدني، أن ما تشهده حلب اليوم مؤلم جدا لا يمكن وصفه، حيث يتم سماع أصوات الأطفال تحت الأنقاض ولا يمكنهم تقديم المساعدة. وأضافت أن هناك أكثر من 90 جثة تحت الأنقاض لا يمكنهم انتشالها، كما يوجد أشخاص أحياء تحت الأنقاض ينتظرون الموت لتعذر انتشالهم.