قال مسؤولون في المعارضة السورية إن المسلحين في حلب تسلموا مقترحًا تدعمه واشنطن للخروج مع المدنيين من المدينة بموجب ممر آمن تضمنه روسيا الأمر الذي نفته موسكو. ونقلت رويترز السبت 11 ديسمبر/ كانون الأول، عن ثلاثة مسؤولين في جماعات المعارضة المسلحة في حلب، قولهم إن المعارضة تسلمت خطابًا يتضمن الخطوط العريضة للمقترح الذي يوفر خروجًا "مشرفًا" لمسلحيهم إلى مكان يختارونه. وقال أحد مسؤولي المعارضة، ردًا على سؤال عما إذا كان قد تلقى اتصالًا من الولاياتالمتحدة أو روسيا بشأن المحادثات بين الجانبين في جنيف لإيجاد سبيل للخروج من الأزمة "أرسلوا لنا خطابًا، هم يقولون من أجل سلامة المدنيين.. يمكنكم المغادرة بطريقة مشرفة إلى أي مكان تختارونه وأن الروس سيتعهدون علنًا أن أي أحد لن يتعرض لأذى أو يتم إيقافه". ونفت روسيا من جهتها وجود مثل هذا الاتفاق وقالت إنها لم تتوصل إلى أي اتفاق مع الولاياتالمتحدة بشأن مقترح لانسحاب المقاتلين من حلب وأضافت أن محادثات جنيف مستمرة. فيما سيطرت قوات النظام والميليشيات اليوم الاثنين على كامل المدينة القديمة بحلب، وأعدمت ميدانيًا العشرات إثر انسحاب المعارضة المسلحة، كما قصفت طائرات روسيا والنظام مناطق عدة وتسببت في سقوط قتلى وجرحى بالرقة. وقال ناشطون إن قوات النظام جددت القصف المدفعي والجوي على الأحياء المحاصرة، مما تسبب في سقوط عدد غير معروف من القتلى والجرحى. وذكر مدير مكتب حلب لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) رادوسلاف رزيهاك أمس الأحد أن جميع أطفال حلب يعانون من الصدمة، مضيفًا "لم أشهد في حياتي مثل هذا الوضع المأساوي الذي يعانيه الأطفال بحلب". أعربت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن قلقها حيال مزاعم اختفاء مئات النازحين المدنيين من الشباب المنتقلين إلى مناطق سيطرة النظام غربي مدينة حلب. وقال المتحدث باسم المفوضية سكوت كريغ، في تصريحات للأناضول اليوم الاثنين، إنهم يتعاملون بجدية مع هذه المزاعم، ولا يكذبونها مالم يتم التوصل إلى الحقيقة. ولفت كريغ إلى أنَّ 40 ألف شخص أجبروا في الأسبوعين الأخيرين على ترك منازلهم شرقي حلب. وقال كريغ: "نحن قلقون جدا حيال أمن المدنيين وحياتهم في حلب التي تشهد اشتباكات عنيفة". وتقدمت قوات النظام السوري اليوم الاثنين في مناطق جديدة شرقي حلب الأمر الذي قلص مناطق سيطرة المعارضة إلى جزء صغير من المدينة. وفي وقت سابق اليوم نقلت وسائل إعلام روسية عن زارة الدفاع الروسية أن قوات النظام السوري باتت تسيطر على أكثر من 95 بالمئة من حلب. بينما قال مراسل قناة الجيش الحر السوري في مدينة حلب السورية إن المقاتلون يطالبون بفتوى من علماء المسلمين بقتل نسائهم حتى لا تنتهك الميلشيات التابعة لنظام الاسد أعراضهن . وقالت مصادر ميدانية إن ميليشيا الأسد قامت بإعدام 7 نساء و4 أطفال في حلب، وإنه تم اغتصاب فتاة قاصر من قبل عنصرين تابعين للأسد قبل أن يتم قتلها بحي الكلاسة وأن جثث أهل حلب تنتشر في شوارع المدينة. وأضافت إن ميليشيات الأسد تقتل حرقًا 9 أطفال و 4 نساء بحي الفردوس في حلب وانها قامت بإعدام الكادر الطبي في مشفى الحياة بحي الكلاسة. وأكدت المصادر أن الوضع في حلب مجازر متنقلة بكل أنواع الأسلحة من الطائرات الى السكاكين مرورًا بالاغتصاب والضحايا بالمئات. ووصفت جريدة "الغارديان" البريطانية مدينة حلب بعد أن سيطرت قوات النظام السوري على أغلب أحيائها بأنها باتت "مقبرة كبرى"، وقالت إن سقوط مدينة حلب في أيدي قوات الأسد يشكل "عاراً على هذا الجيل". ووصفت الأوضاع المأساوية في المدينة بعد أن دخلت قوات الأسد أغلب أحيائها، مشيرة إلى أن مدينة حلب باتت اليوم "مكاناً يوحي بنهاية العالم"، في إشارة إلى أن كل شيء في المدينة بات مدمراً، وأن القتال لم يترك فيها حجراً على حجر. وأشارت إلى أن سقوط مدينة حلب التي ظلت محاصرة طوال السنوات الماضية لن يُنهي المأساة الإنسانية في المدينة، مؤكدة أن نظام الأسد تقدم فيها على حساب الثوار بفضل الغارات الروسية العنيفة التي استهدفت المدينة، واستهدفت مواقع الثوار السوريين فيها. ومن جهته، قال مستشار الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية الخاص بسوريا يان إيجلاند، على «تويتر» اليوم الاثنين، إنه يجب تحميل الحكومتين السورية والروسية مسؤولية الفظائع التي ترتكبها الفصائل المسلحة الموالية للرئيس بشار الأسد، في حلب. وأضاف إيجلاند، «حكومتا سورياوروسيا مسؤولتان عن أية انتهاكات وكل الانتهاكات التي ترتكبها حاليا الميليشيات المنتصرة في حلب»، مع قصف قوات الأسد لآخر جيب للمعارضة في شرق حلب المحاصر.