بدأت اليوم زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الكويت، فيما ازدانت طرق وميادين وأسواق الكويت بأعلام البلدين، ترحيبا بالضيف الكبير، في زيارة تاريخية، هي الأولى منذ توليه مقاليد الحكم في 23 يناير من العام الماضي. وتأتي الزيارة استكمالا لمسيرة طويلة ومتميزة من العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين، قيادة وشعبا منذ عشرات السنين، أثمرت عن نموذج فريد من التحالف والتعاون والترابط. وأكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح، أن الزيارة ترسي أسسا جديدة وصلبة في مسار العلاقات الوطيدة بين البلدين الشقيقين، مشددا على حرص أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح على التلاحم الخليجي، وتوطيد الروابط المشتركة بين دول مجلس التعاون رسميا وشعبيا، وفي مقدمة ذلك تقوية أواصر العلاقات والتعاون الثنائي مع المملكة.
معالجة الأزمات قال أستاذ التاريخ في جامعة الكويت، الدكتور حمد القحطاني، إن زيارة خادم الحرمين الشريفين لدول الخليج، التي بدأت بالإمارات ثم قطر والبحرين، وصولا إلى الكويت تحقق أهدافا عدة، منها توسيع دائرة التعاون والتضامن الخليجي في مواجهة التحديات الإقليمية في المجال السياسي والاقتصادي، إضافة إلى التعاون العسكري. وأضاف "مشاكل ما يسمى بالربيع العربي في عدة دول مثل سورية واليمن، دفعت المملكة بالتعاون مع باقي دول مجلس التعاون الخليجي إلى العمل على حل تلك القضايا، وفق الأطر الدبلوماسية والمساعدات الإنسانية، وصولا إلى التدخل العسكري في اليمن لإعادة الحكومة الشرعية. وأضاف أن العلاقة بين البلدين متجذرة ومصيرية، عكستها مواقف عديدة للبلدين الشقيقين في كثير من الأزمات تنامي الدور الخليجي وصف رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الكويت، الدكتور عبدالله الشايجي، الزيارة بأنها "مهمة وتاريخية"، نظرا للتغيرات الكبيرة التي طرأت في المنطقة وخصوصا حول الخليج العربي. وأشار إلى أن هناك مساعي لبلورة موقف خليجي يتصدى لكل التهديدات، بالتنسيق المشترك بين المنظومة الخليجية. لأن التغيرات الإقليمية والعالمية تتطلب موقفا خليجيا، مؤكدا أن المملكة باتت تلعب دورا محوريا في قضايا الشرق الأوسط، كما أن دول الخليج تحولت في هذه الفترة إلى قائد للنظام العربي.