أكد السفير السعودي لدى الكويت عبدالعزيز الفايز، عمق العلاقات السعودية - الكويتية بين البلدين، مشيراً إلى أن زيارة خادم الحرمين اليوم «تاريخية وتعبر عن رغبة البلدين في تعزيز التنسيق المشترك بينهما في ظل التطورات في المنطقة»، معتبراً أن «الاتحاد الخليجي، هو الهدف الأسمى الذي نتطلع إليه جميعاً كمواطنين خليجيين في ظل هذه الظروف». وقال السفير الفايز في حوار مع «الحياة» أمس، إن المنطقة تعاني من «تهديدات أمنية ومحاولات للهيمنة والسيطرة من بعض القوى الإقليمية وهذا يتطلب منا في دول المجلس جميعاً زيادة وتيرة التنسيق والتعاون لمواجهة تلك التهديدات السياسية والأمنية»، مشيداً بحجم التعاون العسكري والسياسي بين السعودية والكويت.. فإلى نص الحوار: كيف تنظرون لمستوى العلاقات السعودية - الكويتية في ظل الأحداث في المنطقة؟ - العلاقات السعودية - الكويتية متينة ووثيقة وتمتد جذورها إلى عمق التاريخ وهي علاقات أسرية ومجتمعية، بين أسرتين وشعبين شقيقين تربط بينهما وثائق القربى والجوار ويمكن القول إن العلاقات تعتبر نموذجاً يحتذي به في العلاقات بين الدول، والمملكة والكويت يجمعهما تاريخ مليء بالأحداث التي وثقت تلك العلاقات، واليوم ومنطقة الخليج العربي والعالم العربي يواجهان تحديات سياسية وأمنية واقتصادية كبيرة تستدعي تلك التحديات استمرار التواصل بين الدولتين على أعلى المستويات، فالمملكة والكويت تلعبان دوراً محورياً في القضايا الإسلامية والعربية، وهما عضوان مؤسسان لمجلس التعاون الخليجي ويعملان على تعزيز التعاون ودفعه لما فيه مصلحة الدول الأعضاء فيه ومواجهة التهديدات والتحديات الخارجية في المنطقة بشكل مباشر، إذ إنهما مكونان في عمليات عاصفة الحزم التي وجدت لصد التدخل الأجنبي في اليمن الشقيق، كما أنهما تدعمان الجهود العربية في مواجهة تلك التهديدات ومخاطر الإرهاب التي تواجهها منطقتنا. يزور خادم الحرمين الشريفين اليوم الكويت، في ختام جولة خليجية مهمة، ما رؤيتكم للقمة السعودية - الكويتية اليوم؟ - زيارة خادم الحرمين الشريفين للكويت من دون شك هي زيارة تاريخية كونها أول زيارة له بعد توليه الحكم، وتعبر هذه الزيارة عن رغبة مشتركة لدى القيادتين في الدفع بالعلاقات الثنائية إلى درجة متقدمة من التعاون والتنسيق في المجالات كافة وخصوصاً المجالات الأمنية والدفاعية والسياسية، وسيجد خادم الحرمين الشريفين في الكويت حفاوة كبيرة على المستويات الرسمية والشعبية كافة ومن مكونات المجتمع الكويتي كافة. والمملكة ودول الخليج عازمة على مواصلة الجهود لمواجهة التحديات والتهديدات الخارجية، ومجلس التعاون الذي مضى على تأسيسه أكثر من 35 عاماً استطاع أن يرتقي بالتعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء لدرجة متقدمة في المجالات كافة. هناك دعوات شعبية واسعة على إقرار مشروع الاتحاد الخليجي، في الوقت الذي تعاني فيه المنطقة من فوضى أمنية وسياسية. ما تعليقكم؟ - الاتحاد الخليجي هو الهدف الأسمى الذي نتطلع إليه جميعاً كمواطنين خليجيين، وهو هدف يكتسب أهمية كبرى في هذه الظروف الدقيقة وسيؤدي إلى تعزيز ودعم التعاون بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون بدول الخليج العربية، وكما ذكرت فإن المنطقة تعاني من تهديدات أمنية ومحاولات للهيمنة والسيطرة من بعض القوى الإقليمية، وهذا يتطلب منا في دول المجلس جميعاً زيادة وتيرة التنسيق والتعاون لمواجهة تلك التهديدات السياسية والأمنية. للرياض والكويت تعاون كبير في المجال السياسي والأمني والعسكري والاقتصادي، هل هناك اتفاقات جديدة خلال الزيارة؟ - التعاون والتنسيق كبير بين المملكة والكويت في المجالات كافة وخصوصاً المجالات السياسية والأمنية والعسكرية، فالكويت والمملكة تعملان معاً لمواجهة الأخطار والتهديدات الإقليمية، وتجلى ذلك في مشاركتهما لدعم الشرعية في اليمن الشقيق أثناء عمليات عاصفة الحزم. وهناك بين الدولتين الشقيقتين تنسيق وتعاون على درجة كبيرة من المهنية بين الجهات المختصة في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية. كيف رأيتم التعاون السعودي - الكويتي في التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن؟ - المملكة والكويت حريصتان على استتباب الأمن والاستقرار في اليمن الشقيق، وعندما تجاوزت الجماعات الحوثية بدعم أجنبي وقامت بالانقلاب على الشرعية الدستورية في اليمن، طلبت الحكومة اليمنية الشرعية مساندة الدول الشقيقة لها لإنقاذ اليمن من تلك الجماعات ومن التدخلات الأجنبية، كان تجاوب المملكة وشقيقاتها بما فيها الكويت ضمن قرارات الشرعية الدولية. ومن دون شك تعمل المملكة والكويت مع الدول المشاركة في التحالف العربي على تمكين الحكومة اليمنية الشرعية من السيطرة على الأراضي اليمنية. بالنسبة للسعوديين المقيمين في الكويت، هل هناك إحصاء رسمي لهم؟ - لا يوجد إحصاء رسمي دقيق بعدد المواطنين السعوديين المقيمين، إذ إن المواطنين السعوديين والكويتيين يحق لهم التنقل بين الدولتين والإقامة فيهما من دون أي قيود. والعدد التقريبي للمقيمين السعوديين في الكويت يراوح بين 120 ألفاً إلى 140 ألف مواطن سعودي، يضاف إلى ذلك الزائرين السعوديين لفترات زمنية متفاوتة والأغراض مختلفة وهؤلاء أعدادهم كبيرة.