أوردت جريدة "واشنطن بوست" الأميركية أن السلطات السويسرية أعلنت مصادرة تسع قطع أثرية مسروقة من ليبيا واليمن ومدينة تدمر السورية، قبيل تهريبها وبيعها في الأسواء السوداء. مشيرة إلى أن من بين القطع رأس منحوت لأفروديت، سرقت من ليبيا، ويرجع تاريخها إلى القرن الأول قبل الميلاد، إضافة إلى ثلاث قطع أثرية تعود إلى مدينة تدمر السورية التي تعرضت للتدمير على يد تنظيم داعش، إلى جانب بعض القطع الأثرية من اليمن. وقال مكتب المدعي العام بجنيف في بيان إن القطع الأثرية كانت موجودة في منطقة الموانئ الحرة، منذ عام 2010، لكن أجهزة الجمارك اكتشفت العام 2013 سرقتها من الميناء، مضيفا أنها وصلت سويسرا عن طريق إحدى الدول العربية، وتمت سرقتها على يد عصابات تهريب الآثار. كما أشارت عدد من التقارير الإعلامية إلى استغلال تنظيم داعش طرق وشبكات تهريب البضائع والبشر والآثار، لتمويل عملياته وتوسيع رقعة سيطرته داخل ليبيا. الآثار مقابل السلاح كشفت جريدة "لاستامبا" الإيطالية عن صلات بين تنظيم داعش في ليبيا وعصابات المافيا، التي تقوم ببيع أسلحة وبنادق لقيادات التنظيم، مقابل قطع أثرية مهربة من داخل ليبيا، بحيث يتم إرسالها إلى ميناء جويا الإيطالي، على متن سفن نقل بضائع، وتباع إلى مشترين في الصين وروسيا واليابان ودول الخليج. وأضافت "لاستامبا" إن شبكة تدعى "كالابريا" تسيطر على تجارة المخدرات في أوروبا، تعمل إلى جانب عصابات أخرى في نابولي، لشراء بنادق كلاشينكوف، وقاذفات قنابل مهربة من أوكرانيا، ثم تقوم ببيعها إلى عناصر وقيادات تنظيم داعش في ليبيا مقابل الحصول على قطع أثرية يونانية ورومانية مهربة. منظمات دولية تحذّر حذرت منظمة التربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو" سابقا من تدمير المواقع الأثرية في ليبيا، واستغلالها في عمليات التهريب، وطالبت المجتمع الدولي بحمايتها من الصراع المسلح الذي تشهده الدولة منذ أكثر من خمس سنوات. وكانت المنظمة قررت وضع خمسة مواقع أثرية وثقافية ليبية على قائمة مواقع التراث العالمي المهدد، واعتبرت في قرارها أن الميليشيات المسلحة "تشكل خطرا جسيما" على الكنوز الأثرية الليبية. وأضافت في بيان "المستوى الخطير من عدم الاستقرار في ليبيا يؤثر على البلاد، والجماعات المسلحة موجودة على هذه المواقع أو في محيطها المباشر". وتشمل المواقع المصنفة، المدينة القديمة في غدامس، التي غالبا ما يشار إليها باسم "لؤلؤة الصحراء"، والموقع الأثري في مدينة سوسة شرق ليبيا، وهي واحدة من المدن الرئيسية في العالم الإغريقي، والمواقع الصخرية الفنية في جبال أكاكوس ولبدة وصيراتة على الساحل الغربي للبلاد.