يكلف النوم القليل الدول خسائر سنوية تقدر بمليارات الدولارات، إذ بلغت الخسائر في الولاياتالمتحدةواليابان فقط نحو 549 مليار دولار، في حين أعلنت مراكز مكافحة الأمراض واتقائها في الولاياتالمتحدة أن النوم غير الكافي يعتبر "مشكلة صحية عامة"، وذلك بعد أن أثبتت دراسة حديثة أن أكثر من ثُلث البالغين الأميركان لا ينالون قسطا كافيا من النوم بشكل مُنتظم. مشكلة عامة لا تعد المشكلة حصرا على الولاياتالمتحدة، فهي مشكلة تواجهها الدول الصناعية الأخرى مثل المملكة المتحدة أو اليابان أو ألمانيا أو كندا. ووفقا لبعض الأدلة فإن أعداد الناس الذين ينامون لساعات أقل من الموصى بها قد بدأت تتزايد، وهي مرتبطة بعوامل أنماط الحياة المتعلقة بالمجتمع الحديث، مثل الإجهاد النفسي وتناول الكحوليات والتدخين وقلّة النشاط البدني والاستخدام المفرط للوسائل الإلكترونية وغيرها الكثير.
مشاكل اجتماعية وفقا لمؤسسة "راند" البحثية التي نشرت التقرير، فإن هذا الأمر مُثير للقلق، حيث تم اكتشاف أن النوم غير الكافي مُرتبط بمجموعة مختلفة من المشاكل الصحية والاجتماعية، بما في ذلك النجاح في المدرسة وفي سوق العمل. على سبيل المثال وُجِدت أدلة متزايدة تشير إلى وجود ارتباط قوي ما بين النوم القصير وتزايد مخاطر الوفاة. ونظرا لوجود تأثيرات عكسية محتملة لقلة ساعات النوم على الصحة العامة والإنتاجية، فإن لدى الحرمان من النوم آثارا اقتصادية مترتبة. لذلك فمن أجل زيادة الوعي حول هذه المشكلة الصحية العامة، لا بد من عرض الإحصاءات الكمية على واضعي السياسات ومتخذي القرارات، وكذلك التوصيات والحلول الممكنة التي بإمكانها مُعالجة المشكلة. مخاطر الوفاة يقول التقرير إن الشخص الذي ينام متوسط أقل من ست ساعات في اليوم يواجه 10% خطورة أعلى للوفاة مقارنة بشخص ينام ما بين 7 إلى 9 ساعات. الفرد الذي ينام ما بين 6 إلى 7 ساعات في اليوم لا يزال يعاني من 4% خطورة وفاة أعلى، هذا بخلاف عدد كبير من الأعراض الصحية والنفسية التي يمكن أن تكلفها اضطرابات النوم، بالإضافة إلى عدد من الأمراض الخطيرة التي تكلف الدول من الناحية الاقتصادية، وخاصة الدول متوسطة ومنخفضة الدخل.